الحكمة في كثرة بكاء الأطفال

تأمل حكمة الله تعالى في كثرة بكاء الأطفال وما لهم فيه من المنفعة ؛ فإن الأطباء والطبائعيين شهدوا منفعة ذلك وحكمته ، وقالوا : في أدمغة الأطفال رطوبة لو بقيت في أدمغتهم لأحدثت أحداثاً عظيمة ، فالبكاء يسيل ذلك ويحدره من أدمغتهم فتقوى أدمغتهم وتصحّ . وأيضاً ؛ فإن البكاء والعِياط يوسع عليه مجاري النفس ، ويفتح العروق ويصلبها ويقوي الأعصاب ، وكم للطفل من منفعةٍ ومصلحةٍ فيما تسمعه من بكائه وصراخهِ ! فإذا كانت هذه الحكمة في البكاء الذي سببه ورود الألم المؤذي وأنت لا تعرفها ولا تكاد تخطر ببالك ، فهكذا إيلام الأطفال فيه وفي أسبابه وعواقبه الحميدة من الحكم ما قد خفيَ على أكثر الناس . انتهى .

الشاهد :

فيا عجباً ممن يضعون شريطاً لاصقاً على أفواه الأطفال بحجة عدم الإزعاج ؟ فننصح المهتمين برعاية الأطفال والأمهات في كافة المجالات بعدم منعهم من البكاء والتضجر من ذلك ومنحهم مجال أكبر للتعبير عن شعورهم .

المرجع :

من كتاب مفتاح دار السعادة .

للمؤلف :

الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله .

فصل :

في الحكمة في كثرة بكاء الأطفال .

ط / دار ابن حزم ” 382 -383 “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *