الطواف بين النسك والمدلول

المطاف : هو الفضاء حول الكعبة المشرفة والخالي من أي بناء سوى مقام إبراهيم قال تعالى : { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } (125) سورة البقرة ، وأول من بلّط المطاف حول الكعبة عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما نحوا من 5 م . وتبعه بعد ذلك إلى أن كان في عام 1375 هـ بشكل بيضاوي بمحاور كبيرة وصغيرة 50-40 م على التوالي ومع ازدياد أعداد الحجاج  والمعتمرين اقتضت الضرورة توسعة المطاف فتم ذلك بإلغاء الحصاوي والممرات ونقل المنبر والمكبرية ومدخل بئر زمزم وهدم المقامات الأربع والبناء القديم لمقام إبراهيم فأصبحت مساحة المطاف تسع لعدد كبير من الطائفين ، وقد تم ترخيمه برخام بارد يقاوم حرارة الشمس ويمكّن الطائفين من الطواف حافي القدمين في الحرارة الشديدة وزوّد المطاف بمياه زمزم المبردة في كافة جهاته ، والمسجد الحرام مفتوح طوال الليل والنهار للطائفين والعاكفين والركع السجود على مر التاريخ تلبية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : يا بني عبد مناف إن كنتم ولاة هذا الأمر من بعدي فلا تمنعوا طائفاً ببيت الله ساعة ما شاء من ليل ولا نهار. ” قال الهيثمي رجاله ثقات مجمع الزوائد 3/273 “ .

من آداب الطواف :

قال النبي صلى الله عليه وسلم الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير ” جامع الترمذي “

وينبغي للطائف أن يتوجه بقلبه ولسانه إلى الله عز وجل ويسأله من خيري الدنيا والآخرة في أي لغة شاء وليس هناك أذكار وأدعية مخصوصة بالأشواط ولا يشغل نفسه بالحديث في أمور الدنيا ولا يدافع ولا يؤذي.

قال الشاعر :

يا من يطوف ببيت الله بالجسد والجسم في بلد والروح في بلد
ماذا فعلت وماذا أنت فاعله مهرج في اللقا للواحد الصمد
إن الطواف بلا قلب ولا بصر على الحقيقة لا يشفي من الكمد

انتهى.

الشاهد :

في هذه الأيام تمتلئ ساحات الحرم المكي بالطائفين ويتميز الطواف بأنه من العبادات التي ترتبط بالمكان.

 المرجع :

تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً ، د / محمد إلياس عبد الغني حفظه الله ، ط / مكتبة فهرسة الملك فهد الوطنية ” 69 – 71 ” ، فصل : المطاف ، بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *