جغرافية الحج والعمرة

وقّت النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرن المنازل ، ولأهل اليمن يلملم ، هن لهن ولمن أتى عليهن من غيرهن ممن أراد الحج والعمرة ، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة .

أولاً : ذو الحليفة :

ويقال له : أبيار علي ، وهو ميقات أهل المدينة ومن مر به يبعد 410 كم عن مكة المكرمة في جهتها الشمالية و 10 كم عن المسجد النبوي الشريف ، وبه مسجد يعرف بمسجد ذي الحليفة ومسجد الميقات ومسجد الشجرة ، وأقد أعيد بناؤه وتوسعته في عهد خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز رحمه الله بتكلفة 200 مليون ريال ومساحته بساحاته وملحقاته ( 90.000 ) م2 ويستوعب نحو 5.000 مصل .

ثانياً : قرن المنازل :

القرن بقاف مثناة وراء مهملة ساكنة : كل جبل صغير منقطع من جبل كبير ، وقرن المنازل ميقات أهل نجد وما جاورها من أهل الخليج وغيرهم القادمين عن طريق الرياض – الطائف – ونظراً لوجود طريقين رئيسين إلى مكة المكرمة تم تحديد نقطة الميقات والإحرام ببناء مسجدين عليهما وتعرف بميقات السيل الكبير، وميقات وادي محرم .

  1. مسجد ميقات السيل الكبير :

يقع على بعد (80 كم ) من المسجد الحرام ، وفي الجهة الشمالية الشرقية منه وعلى بعد (40 كم ) شمال مدينة الطائف ، والمسجد مبنى في سنة 1402هـ  في الجهة الشمالية لبلدة السيل الكبير ، ومساحة المسجد مع ملحقاته (26000) م2 يستوعب اكثر من (3000 ) مصل ، وتكلفة إنشائه ( 76 ) مليون ريال ، وهو مزود بالخدمات التي يحتاجها الحاج والمعتمر في الميقات .

  1. مسجد وادي محرم :

ويعرف أيضا بميقات قرن المنازل ، وهو في الجهة الجنوبية من مسجد السيل الكبير وبينهما حوالي (33 كم ) يبعد (76 كم ) عن المسجد الحرام عبر خط مكة الطائف عن طريق الهدا ،
ويبعد (10 كم ) عن الطائف ، وتكلفه بنائه (55) مليون ريال ،
وهو مزود بالخدمات التي يحتاجها الحاج والمعتمر في الميقات .

ثالثا ً: ذات عــــرق :

منسوب إلى جبل يعلوه عرق أسود : وهو أعلى قمة في المنطقة ويعرف الآن بالضربية ، وهو ميقات أهل العراق ومن مر بها ، كما قال ابن عمر رضي الله عنهما ، لما فتح هذان المصران – الكوفة والبصرة – أتو عمر فقالوا : يا أمير المؤمنين ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّ لأهل نجد قرناً : وهو جور عن طريقنا ، وإن أردنا قرنا شق علينا ، قال : فانظروا حذوها من طريقكم ، فحد لهم ذات عرق . وكان مسجد الميقات موجوداً واندثر لعدم وجود طريق ممهد إليه ، لذا فقد أمر خادم الحرمين الشريفين – رحمه الله – في عام 1414هـ ببناء مسجد حديث لميقات ذات عرق وربط طريق الرياض بعشيرة مروراً بذات عرق ومن ثم السيل الكبير.

رابعاً : يلملــم :

ويعرف الآن ( بالسعدية ) وهو ميقات أهل اليمن وجنوب البلاد المارين به ، يقع على بعد ( 100 كم ) جنوب مكة المكرمة ، وبه مسجد قديم ، وبعد أن مهد الطريق الإسفلتي بين مكة المكرمة وجازان مروراً بالليث صعب الوصول إلى هذا الموقع ، فبنى مسجد بحذاء الميقات غرباً لتسهيل وصول الحجاج والمعتمرين إليه ، ويستوعب نحو (1500) مصل وتكلفة إنشائه (11) مليون ريال  ، ويبعد هذا المسجد (130 كم ) عن المسجد الحرام و(21 كم ) إلى الجنوب الغربي عن الموقع القديم .

خامساً : الجحـــفــة :

ميقات أهل مصر والشام وما يليهم من القادمين عليه ، يقع على بعد (187 كم ) عن المسجد الحرام إلى الجهة الشمالية الغربية منه ، ويبعد ( 17كم ) عن مدينة رابغ في الجهة الجنوبية الشرقية منه وعن البحر الأحمر ( 15 كم ) شرقاً ، ونقطة محاذاته على طريق الهجرة ( 211 كم ) قبل مكة المكرمة وبني هناك مسجد حديث بمساحة 30م ×30م =900م 2 ، وبتكلفة 10 ملايين ريال ويستوعب نحو (2200) مصل ، ويجوز الإحرام من رابغ لمحاذاتها لمقيات جحفة أو هي قبله بيسير ،
وتجدر الإشارة إلى أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لقى النبي صلى الله عليه وسلم بالجحفة أثناء مجيئه صلى الله عليه  وسلم لغزوة الفتح سنة 8 هـ وقد خرج العباس رضي الله عنه من مكة المكرمة مهاجراً بعياله ، انتهى.

المرجع :

تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا ، د / محمد إلياس عبد الغني حفظه الله ، ط / فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية ” 24 – 30 ” ، فصل : مواقيت الإحرام ، بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *