خطر الغيبة والنميمة

روي أن رجلاً رأي غلاماً يباع وهو ينادي عليه ليس به عيب إلا أنه نمام فقط فاستخف بالعيب واشتراه فمكث عنده أياماً ثم قال لزوجة سيده : إن سيدي يريد أن يتزوج عليك أو يتسرى وقال إنه لا يحبك فإن أردت أن يعطف عليك ويترك ما عزم عليه فإذا نام فخذي الموس واحلقي شعرات من تحت لحيته واتركي الشعرات معك ! فقالت في نفسها نعم واشتعل قلب المرأة وعزمت على ذلك إذا نام زوجها ثم جاء إلى زوجها وقال يا سيدي : إن سيدتي زوجتك قد اتخذت لها صديقاً ومحباً غيرك ومالت إليه وتريد أن تخلص منك وقد عزمت على ذبحك الليلة وإن لم تصدقني فتناوم لها الليلة وانظر كيف تجيء إليك وفي يدها شيء تريد أن تذبحك به  وصدقه سيده فلما كان الليل جاءت المرأة بالموس لتحلق الشعرات من تحت لحيته والرجل يتناوم لها فقال في نفسه والله صدق الغلام بما قال فلما وضعت المرأة الموس وأهوت إلى حلقه قام فأخذ الموس منها وذبحها به فجاء أهلها فرأوها مقتولة فقتلوه فوقع القتال بين الفريقين بشؤم هذا العبد المشؤم ، فلذلك سمى الله النمام فاسقاً في قوله تعالى ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ” الحجرات ” -6- .

المرجع :

الكبائر ، الإمام الذهبي رحمه الله ، ط / المكتبة التوفيقية ” ص 181 ، 182 ” ، الكبيرة 43 ، بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *