قول علماء الدين في كاتب الوحي للصادق الأمين ( معاوية )

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قول علماء الدين في كاتب الوحي للصادق الأمين  

( معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه )

هجوم مريب!!

اتخذ الطاعنون في دين الله تعالى الخلاف الذي دار بين علي ومعاوية رضي الله عنهما متكئا لضرب الدين والتشكيك في نوايا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلبوا الأمور . . وضلت أفهام . . وزلت أقدام وساعدهم على ذلك المرويات الباطلة الدسوسة على التاريخ لتزوير المفاهيم وإظهارا للحق نوضح رأي علماء الإسلام .

فماذا قال علماء المسلمين وفقهاء الملة عن هذا الخلاف ؟

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

(( … ثم ما كان بينه أي معاوية وبين علي بعد مقتل عثمان على سبيل الاجتهاد والرأي فجرى بينهما قتال عظيم … وكان الحق والصواب مع علي ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفا وخلفا وقد شهدت الأحاديث الصحيحة بالإسلام للفريقين كما ثبت في الحديث الصحيح : (( تمرق مارقة على خير فرقة المسلمين فيقتلها أدنى الطائفتين إلى الحق )) فكانت المارقة الخوارج وقتلهم علي وأصحابه ثم قُتل علي فاستقل معاوية بالأمر سنة إحدى وأربعين وكان يغزو الروم في كل سنة مرتين مرة في الصيف ومرة في الشتاء ويأمر رجلا من قومه فيحج بالناس وحج هو سنة خمسين وحج ابنه يزيد سنة إحدى وخمسين . وفيها أو في التي بعدها أغزاه بلاد الروم … فسار معه خلق كثير من كبراء الصحابة حتى حاصر القسطنطينية وقد ثبت في الصحيح : (( أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور لهم )) .

وقال الحافظ الذهبي رحمه الله :

(( ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم وما هو ببرئ من الهنات والله يعفو عنه )) .

فانظر أخي القارئ إلى أدب الذهبي رحمه الله . . وإنصافه .

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية : عمن يلعن معاوية فماذا يجب عليه؟

فأجاب :

(( الحمد لله ، من لعن أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ونحوهما . . . فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين وتنازع العلماء : هل يعاقب بالقتل؟ أو ما دون القتل؟ . . . . )) .

وقال الميموني : قال لي أحمد بن حنبل : يا أبا الحسن إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام .

وقال الفضل بن زياد :

سمعت أبا عبد الله أي أحمد بن حنبل يُسئل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟.

فقال : إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء ما انتقص أحد أحدا من الصحابة إلا وله داخلة سوء .

أما بعد : فهذا رأي علماء الأمة في سلفها الأبرار فماذا يقول المتطاولون في عصرنا ؟! ولحساب مَنْ هذا الهجوم المريب على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واتهامهم

يقول الداعية الكبير : الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :

(( الواقع أن الحزن خامرني وأنا أرى التافهين يخاطبون السابقين الأولين بهذا الأسلوب الفاجر وإذا كان القادة الفاتحون يعاملون بهذا التهجم والاستهانة فهل يبقى للأمم تاريخ؟ .

إن نبينا صلوات الله وسلامه عليه استبعد من جماعة المسلمين من فقد الأدب الواجب مع الكبار وتعمد خدش أقدارهم فقال : (( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه )).

إنني أقول ذلك لأني لاحظت نابتة من الغوغاء تتبع الأعلام من رجالنا بدءا من العصر الأول إلى هذا العصر فلا ترى سنى إلا ردمته ولا غلطة إلا كبرتها ألف مرة!

لمصلحة من يتم هذا الجَور؟

لحساب من تبدو أمتنا هزيلة في عالم يحاول فيه النحاف أن يسمنوا ؟ )) .

 

 

 

فضلا قل ( اللهم أرزقنا حسن الختام ) .

 

 

المرجع : من كتاب رجال ونساء حول الرسول

صلى الله عليه وسلم

 

للمؤلف : سعد يوسف أبو عزيز  


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *