هل أنت من المحتفلين بعيد الحب ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

يحتفل البعض ممن ينتسب إلى الإسلام في بعض بلدان الإسلام أو غيرها بيوم 14 فبراير باعتباره يوم الحب العالمي الذي يعبر عن المشاعر الرومانسية والعواطف المحمومة وهو لا يعلم حقيقة هذا العيد والذي ينبغي أن  يسمى ( بعيد القسيس فالنتاين ) .

من هو فالنتاين ؟

هو قسيس نصراني والقسيس في النصرانية تعني عالما فهو أعلى رتبة من الراهب الذي يمثل العابد .

منشأ عيد الحب : 

ومنشأ هذا العيد يعود إلى طقوس الرومان الوثنية حيث كانوا يحتفلون في منتصف فبراير من كل عام احتفالا جنسيا هابطا وذلك لتعظيم آلهتهم المزعومة ويقصدون بالتحديد ( جونو )  وتذكر المصادر النصرانية أنها مدينة بالفضل للرومان في وجود ذلك العيد القائم على الشرك والرذيلة.

وأراد النصارى الاستفادة من ذلك العيد للدعوة إلى النصرانية وترسيخ عقائدهم فحاول بعض القساوسة تهذيب ذلك العيد بوسائل شتًى ومن ذلك محاولة كتابة أسماء قساوسة على البطاقات بدلا من أن تكون أسماء نساء ورجال حيث يعظم القس المعين المختار غير أن تلك المحاولات  باءت بالفشل ولكن القساوسة لم يتراجعوا فاعترفوا به عيداً للحب ولكن حب رومانسي كما يزعمون واختارت الكنيسة في ذلك الوقت قسيسا أعزب وهو القس فالنتاين ومنذ أن هلك في 14 فبراير حولت الكنيسة مهرجان الرومان إلى عيد فالنتاين .

ولكي تكون قصة مشوقة أضافوا بعض الأساطير ومنها أنه تحدى مرسوما من الإمبراطور يحظر الزواج والخطبة وقد قبض عليه متلبسا بجريمة فحبس ثم حكم عليه بالموت نتيجة إشرافه على عقد قرانات كثيرة وخلال حبسه داوى ابنة سجانه من العمى فوقعت في غرامه وعندما جاء وقت إعدامه أرسل إليها رسالة ممضاة بـ ( المخلص فالنتاين ) . ومن هنا يتبين لك عزيزي القارئ أن هذا العيد أصله وثني لتعظيم إله من آلهة الرومان .

إذا هو مبني على عقيدة هؤلاء القوم وأخذه فئات من المسلمين تقليدا وتشبها ، ولقد صدق الإمام الذهبي رحمه الله عندما قال : ( فكيف تطيب نفسك بالتشبه بقوم هذه صفتهم وهم حصب جهنم ) .

مظاهر الاحتفال بهذا العيد عند بعض المسلمين :

  1. التهنئة بهذا العيد بقولهم : ( فالنتاين سعيد ) أو ما أشبهه من العبارات .
  2. الدوران  والصخب في الأسواق .
  3. تبادل الورود وخاصة الحمراء والبطاقات والحلويات والهدايات التذكارية ويغلب على هذا العيد اللون الأحمر واختيار هذا اللون دون سائر الألوان فيه دلالة خفية على مقصود ذلك العيد وأنه الرذيلة وهو يتناسب تماما مع العقلية الغربية وتجدر الإشارة إلى أنه ” وفقا لجميعة كروت التهنئة ” .

أسباب انتشاره :

يكاد يتفق الجميع أن هذا الاحتفال لم يظهر في بعض بلدان الإسلام إلا في السنوات الأخيرة رغم وجوده في العالم الغربي قديما كما سبق أن بينا . ولعلنا هنا نرصد أهم الأسباب التي ساعدت على ظهوره :

  1. الفضائيات:  فقد أسهمت بدور كبير في الإعلان عن هذا العيد وموعد احتفاله وكيفية الاحتفال به ولا عجب في ذلك فهو يتوافق مع ما تهدف إليه تلك الفضائية من بثّ الرذيلة  وتشجيع المجتمعات على اعتناق تلك العقائد وخاصة إذا علمنا أن معظم القائمين عليها من النصارى أو المسلمين المتغربين .
  2. تقبّل بعض المسلمين لمثل هذه العقائد الدخيلة : وممارستها إنّما هو من سيطرة فكر الغالب على المغلوب وذلك لانبهار بعض المسلمين بواقع الكفار يقعون في تقليدهم حتى في عقائدهم .
  3. تشجيع البعض على وجوده لانتفاعه مادياً :كأصحاب المحلات التي تبيع أدوات هذا العيد فهي تشجع على وجوده بقصد أو بغير قصد جرياً وراء الربح المالي ولا تبالي بهوية الأمة وطمس معالم تميزها.

حكمه :

لقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه المسألة وبسطها في مواضع عديدة وأنّه لا يجوز بحال من الأحوال موافقة الكفار والمشركين في أعيادهم وقد جاء النهي عن ذلك في الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار.

فمن الكتاب قول الله تعالى : ( والذين لا يشهدون الزور ) الفرقان : 72 . فسر الزور بأنّه عيد المشركين ، جاء ذلك عن غير واحد من التابعين وتابعيهم .

قال صلى الله عليه وسلم ” إن لكل قوم عيداً وإنّ هذا عيدنا ”

قال الإمام الذهبي رحمه الله : ( فهذا القول منه صلى الله عليه وسلم يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم كما قال تعالى : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) المائدة : 48 . فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشاركهم فيه مسلم ، كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا في قبلتهم ) .

بل يحرم على المسلم المعاونة على إعلان هذه الأعياد وإحضار أدواتها كما تصنع بعض المحلات التجارية بتوفير بطاقات أعياد الكفار كعيد رأس السنة وعيد القسيس فالنتاين وتوفير شجرة  العيد أو الشموع ونحو ذلك  .

ولا يصح للمسلم أن يخص يوم عيد للكفار بأي شيء بل يكون كسائر الأيام ،

ولا يجوز للمسلم أن يفرح أبناءه وأهل بيته في يوم عيد الكفار فهو يمسخ بذلك هويتهم ويقضي على خصوصيتهم وتفردهم فالأعياد من جملة الشرائع ومنطلقاتها الدينية فليس ثمة عيد إلا وأصله عقدي وشعائره دينية .

أقوال علماء الإسلام في ذلك :

قال شيخ الإسلام عندما سئل عن ذلك : ( الحمد لله لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة .

واستمع للإمام الذهبي وهو ينصح المربين بمنع من هم تحت ولايتهم بالتشبه بالكفار في أعيادهم حيث يقول : ( فبئس المربي أنت أيها المسلم إذا لم تنه أهلك وأولادك عن ذلك وتعرّفهم أن ذلك عند النصارى لا يحل لنا أن نشاركهم ونشابههم فيها ) .

وإن المتأمل لما يحدث عادة في هذه الأعياد لا يشك في خطورتها على الأمة فنجد  مثلا هذا العيد المسمى بـ : ( عيد الحب ) له آثار وخيمة وعواقب سيئة فهو يشيع الفاحشة ويسهل طرقها ويسهم في جعل بعض من انتزع حياؤهم بإعلان العلاقات المحرمة والمجاهرة بها تحت ستار : عيد!

وأخيراً إلى كل داعية مخلص إلى كل مسلم غيور في كل بلد مسلم : لا بد من أداء حق الله تعالى بنصرة دينه وحق الجماعة المسلمة بالنصح والتحذير .

كن إيجابيا ببث الوعي فيمن حولك في حكم أعياد الكفار والمشركين وناصح أصحاب المحلات ومن له دور بكل وسيلة مشروعة … حتى نكون كما أمر ربنا وكما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وبذلك يكون الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

المرجع :

المناسبات الموسمية  بين الفضائل والبدع والأحكام ، د / حنان بنت علي بن محمد اليماني ، ط / مكتبة الأسدي ” 312  – 320 ” ، فصل : عيد الحب ، بتصرف.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *