المأمون والشاعر الظريف

يُحكى أنه كان في عهد أمير المؤمنين المأمون شاعرٌ ظريف ، سمع عن كرم المأمون وجوده ، فنصحه رجلٌ لينظم شعراً في المأمون لعله ينالُ من جوده شيئاً لأنه عُرفَ بذلك ، وأثناء سفره للمأمون قابله رجلٌ حسن المظهر فسأله إلى أين أنت ذاهب ، فقال : ذاهب للمأمون ، فقال له : ولمَ ؟ قال : لألقي عليه شعراً لأنال من كرمه وجوده ، فأجابه أنشدني : فأبى عليه وقال له : فما الذي تأمل منه ؟ فأجابه : ألف دينار ، قال : أنا أعطيك ألف دينار إن رأيت الشعر جيداً والكلام عذباً وأَضعُ عنك العناء : فأنشد الشاعر الظريف ما يلي :
مأمونُ ذا المِنَنِ الشريفة ،، وصاحِبِ المرتبة المُنيفة
وقائد الكتيبة الكثيفة ،، هل لك في أُرْجُوزَةٍ ظَريفة
أظرف من فِقه أبي حنيفة ،، لا والذي أنت له خليفة
ما ظُلمت في أرضنا ضعيفة ،، أميرنا مؤنته خفيفة
وما اقتنى شيئاً سِوى الوظيفة ،، فالذّئب والنّعجة في سقيفة
واللصُ والتاجرُ في قطيفة
وبعد أن انتهى من شعره حضر عشرة آلاف فارس ، قد سدّوا الأُفق ، يقولون : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، وحينها عرف الشاعر الظريف أنه أمام أمير المؤمنين المأمون الذي كافئه على شعره بثلاثة آلاف دينار بدلاً من ألف ، انتهى.
المصدر :
الكامل في التاريخ ، الإمام ابن الأثير رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية { 5 / 401 ، 402 } ، فصل : ذِكر بعض سيرة وأخبار المأمون ، بتصرف.
انستقرام : dramy2010
صورة رقم : 775


💎💎💎
تليجرام : { قناة معلومة موثقة }
https://t.me/dramy2010

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *