خطر الفتوى بغير علم

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم : ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ) سورة النحل آية ” 116 “

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد القائل في الحديث ( أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار ) . وبعد :

فمن الملاحظ في هذه الأيام من الجرأة على الفتيا من الكبار والصغار والرجال والنساء – إلا من رحم الله – ما يشيب له الرأس وهم غير مدركين لخطورة ما يفعلونه ،

ولو أدركوا لفعلوا كما فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانوا رضوان الله عليهم يتدافعون الفتوى ويحرص كل منهم أن يحيل المستفتي إلى غيره ليسلم من التبعة وهذا ما جعلنا أن ننقل هذا النص القيم من كلام الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله والذي يحذر فيه من الجرأة على الفتوى بغير علم ويبين عظم هذا الأمر حيث قال ما نصه * ( ومن أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وأزمنتهم وطبائعهم بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم بل هذا الطبيب الجاهل وهذا المفتى الجاهل أضر على أديان الناس وأبدانهم والله المستعان  )

هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما نقرأ وما نسمع وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين والحمد لله رب العالمين . انتهى .

المرجع :

من كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين

للمؤلف :

الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله .

فصل : الحلف بأيمان المسلمين والأيمان اللازمة .

ط / دار الحديث ” ج 3 / ص 60 – 61 ” .

بتصرف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *