خُلُقُ الحياء

هذا الخُلُق من أفضل الأخلاق وأجلّها ، وأعظمها قدراً ، وأكثرُها نفعهاً ، فمن لا حياء فيه ليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدّم وصورتهما الظاهرة ، كما أنّه ليس معه من الخير شيءٌ.
ولولا هذا الخُلُقُ لم يُقرَ الضيف ، ولم يُوفَ بالوعد ، ولم تُؤدّ أمانة ، ولم يُقضَ لأحدٍ حاجة ، ولا تحرّى الرّجلُ الجميل فآثره ، والقبيح فتجنبه ، ولا ستر له عورة ، ولا امتنع من فاحشة.
وكثيرٌ من الناس لولا الحياء الذي فيه لم يُؤدّ شيئاً من الأمور المفترضة عليه ، ولم يرعَ لمخلوقٍ حقّاً ولم يصل له رحماً ، ولا برّ له والداً ، فإن الباعث على هذه الأفعال إمّا ديني – وهو رجاءُ عاقبتها الحميدة – ، وإمّا دُنيويٌ علوي – وهو حياءُ فاعلها من الخلق.
وقد تبيّن أنّه لولا الحياءُ إمّا من الخالق أو من الخلائق لم يفعلها صاحبُها ، انتهى.
الشاهد :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا لم تستح فاصنع ما شئت }.
المصدر :
مفتاح دار السعادة ، الإمام ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله ، ط / دار طيبة ، ودار ابن حزم { 388 } ، فصل : في الحكمة في كثرة بكاء الأطفال ، بتصرف.
انستقرام : dramy2010
صورة رقم : 779


💎💎💎
تليجرام : { قناة معلومة موثقة }
https://t.me/dramy2010

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *