شركة إيكيا

بسم الله الرحمن الرحيم

” لن تنتهي حتى تبدأ ” ، عبد الله الشهري

انغفار كامبراد ( 1926 – …. ) :

الطموح حين ينشأ صغيرا

إيكيا … الشركة التي يوجد لديها 2000 موزع في 67 دولة و136 فرع في 28 دولة بدأت برغبة جامحة من قبل بائع للكبريت اسمه انغفار كامبراد حول حلمه إلى واقع أثث من خلاله آلاف البيوت في العالم .

ما قصة بائع الكبريت الذي تحول إلى مليونير ؟

ولد انغفار كامبراد العام 1926 في جنوبي السويد . ونشأ في مزرعة اسمها إيلمتري في قرية آقونريد ، كان لدى كامبراد رغبة في أن تكون لديه شركة منذ صغره وكان لديه الحس التجاري منذ نعومة أظفاره .

بدأ حياته في بيع الكبريت في منطقته وكان يقود عجلته ويتنقل في أحياء القرية لبيع الكبريت بنشاط وحيوية . وبعد فترة بسيطة بدأ يشتري الكبريت بكميات أكبر من أستوكهولم بأسعار زهيدة وبيعها بأسعار مقبولة وعلى الرغم من ذلك كان يربح مبلغا لا بأس به .

من بيع الكبريت توسع وبدأ بيع السمك وزينة أشجار عيد الميلاد وبعدها تخصص في بيع أقلام الحبر الجاف وأقلام الرصاص .

في العام 1943 أصبح عمر انغفار كامبراد 17 سنة . ومن خلال جمعه لبعض الأموال وبمساعدة من والده قرر أن يفتتح مؤسسة صغيرة يكون فيها سيد نفسه ويحقق حلمه وبذلك استطاع الولد النشيط أن تكون له شركة اسمها ” IKEA ” .

ما معنى كلمة ” IKEA” ؟

اختار كامبراد اسم إيكيا وذلك من خلال اختياره للأحرف الأولى من اسمه واسم عائلته واسم المزرعة التي نشأ فيها واسم قريته على الشكل التالي :

Ingvar – Kamprad – Elmtary – Agunnaryd ,,،،

لم تكون البداية بالسهولة التي توقعها كامبراد ولكن بعد سنوات البداية تلقى دعوة من الشركة التي تمده بأقلام الحبر الجاف لزيارة باريس . ومن خلال رحلته الأولى خارج السويد تفتحت عيونه على أشياء جديدة ، مشاهد جديدة وفرص لم يكن يعلم عنها شيئا . تعلم كامبراد الكثير من خلال زيارته لباريس وكبرت أحلامه بعدما كان متوقعا في قريته .

بعدما عاد كامبراد إلى السويد ضاعف من نشاطه وبدأ بالزبائن واحدا واحدا والإعلان بشكل محدود في صحف السويد المحلية وتحضير ” كاتالوج ” للبيع من خلال البريد . كان كامبراد يوصل بضاعته إلى الزبائن عن طريق ” فان ” لبيع الحليب والذي كان يستعمله كامبراد أيضا في التوصيل إلى محطات القطار .

وشكل العام 1950 نقلة أضاف فيها كامبراد المفروشات والأثاث إلى خطه التجاري وراح يصنع الأثاث من قبل بعض المصنعين المحليين في الغابات القريبة من منزله . كان الإقبال جيدا على الخط الجديد الذي التزمه ورأى من خلال نفسه موزعا للأثاث والمفروشات على نطاق واسع . ولم تمض مدة طويلة حتى اتخذ قرارا بالتركيز على الأثاث فقط والتوقف عن بيع أي شيء آخر غير الأثاث ذي السعر المقبول والنوعية الجيدة . وحين اتخذ هذا القرار ولدت شركة ” إيكيا ” بالذي تعرف به اليوم .

صدر أول ” كاتالوج ” لإيكيا العام 1951م . وفي العام 1952 طرحت إيكيا مفروشات منخفضة الثمن من خلال معرض سانت أريك في استوكهولم ، وفي العام 1953 تم افتتاح أول معرض لإيكيا في ” المهولت ” في السويد وذلك لجعل النوعية الجيدة للبضاعة في متناول الذين يريدون معرفة البضاعة قبل شرائها .

ومن ذلك الحين كانت إيكيا على موعد دائم مع التطور من خلال بصيرة انغفار كامبراد وبُعد نظره وحبه الدائم للتطور والتجدد والطموح اللامحدود ، وقد ركز على الذوق السويدي واعتمد في الوصول إلى أكبر عدد من الناس عبر تصميم له نكهة مميزة وطابع خاص .

وبعدما كان انغفار يعتمد بشكل رئيس على مصنعي المفروشات في بلدته بدأت شركة إيكيا بتصميم وتصنيع المفروشات والأثاث بنفسها وبيعها . وكان ذلك في العام 1955م .

شعار انغفار كامبراد الدائم والذي لم يتغيير حتى اليوم ” إيكيا وجدت لتجعل كل يوم أفضل من سابقه ولأكبر عدد من الناس ” . وفي كل مكان خطوة في تطور إيكيا كان انغفار كامبراد يلعب دورا أساسيا ومهما ليدفع بإيكيا إلى الأمام وبخطوات واثقة .

كان مغامرا ويحب كل ما هو غريب ومتميز كإقدامه على استعمال مصنع لأبواب السيارات ليصنع فيه مفروشات وأثاثا أو أن يجمّع الزبون بنفسه المفروشات والأثاث . لذلك كان يبيع كل شيء مفككا في علب وعلى الزبون أن يقوم بجمع كل القطع مع بعضها بعضا وذلك باتباع بعض التعليمات السهلة وهذه الأفكار وغيرها الكثير المميزة والغريبة على الناس هي التي ميزت إيكيا من غيرها .

وقد بدأت إيكيا العام 1956 ببيع المفروشات غير المجمعة وكانت تبيعها في صناديق مسطحة . وبعد تزايد البيع بشكل كبير أضيف أول مطعم لمتجر ” المهولت ” للذين يأتون من مناطق بعيدة لزيارة إيكيا .

وفي العام 1963 كانت ايكيا على موعد افتتاح ثاني متجر لها في أوسلو في النرويج وبعد سنة حققت نقلة نوعية ومكافأة ممتازة وكان ذلك عندما أجْرت مجلة ” ألت أي هيميت ” ومعناها بالسويدي ” كل شيء لمنزلك ” اختبارات للجودة والنوعية وحصلت الشركة على أعلى نسبة للجودة والنوعية الممتازة وأرخص الأسعار في الوقت نفسه .

وكالعادة أضافت إيكيا أفكارا جديدة ومنها فكرة ” اخدم نفسك بنفسك ” العام 1965 لتقليل فترة الانتظار وزيادة السرعة في الأداء . ثم تم افتتاح أول متجر في الدانمارك العام 1969م .

وفي خطوة أولى لأول متجر لإيكيا خارج الدول الإسكندنافية افتتح انغفار كامبراد أول متجر لإيكيا في سبرايتنباخ ، سويسرا وبعدها كرت السبحة وكانت سياسة انغفار كامبراد هي فتح متجر عالمي كل سنة تقريبا وهكذا كان ، ففي العام 1974 تم افتتاح أول متجر لايكيا في ميونيخ في ألمانيا وبعد سنة متجر لايكيا في أستراليا وفي العام 1976 في كندا ، و1977 في النمسا ، و1978 في سنغافورة ، و1979 في هولندا ، و1980 في جزر الكناري ، و1981 في فرنسا وايسلندا ، و1983 في المملكة العربية السعودية ، و1984 في بلجيكا والكويت ، وفي العام 1985 كان أول متجر في الولايات المتحدة الأمريكية تبعه العام 1987 في بريطانيا وهونغ كونج والعام 1989 في إيطاليا والعام 1990 في المجر وفي بولندا .

يشار هنا إلى أن شركة ” إيكيا ” واجهت تحديات كثيرة بخاصة أن الشركة كانت تتوسع بمعدل متجر ضخم كل سنة . ودارت التساؤلات ” هل ستنجح الشركة في التوسع والمحافظة على الجودة والأسعار ” بخاصة أن أسواق الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وأوروبا الشرقية تختلف عن الأسواق في البلاد الأسكندنافية وراهن كثيرون على تقاعد انغفار كامبراد وتغير الاستراتيجية التي وضعها وأثبت وجوده أكثر فأكثر ونافس الكبار في كل الدول وتطورت الشركة بشكل ملموس بسبب عزيمته وإيمانه بقناعته وأفكاره المميزة والتي تعتمد على السهل الممتنع .

في العام 1991 تم افتتاح أول فرع لإيكيا في دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية التشيك . وتعتبر شركة انتر إيكيا القابضة هي المالكة لحقوق توزيع امتياز شركات إيكيا والتي تدار بشكل مستقل كل على حدة . ويعمل لديها – وحسب آخر إحصاء للشركة العام 1996م – 33400 شخص في متاجرها حول العالم . من أهم العوامل والظروف التي ساعدت في صقل شخصية انغفار كامبراد نشأته في غابات سمالاند في جنوبي السويد ، ما أكسبه وعيا وإدراكا ممزوجا بالطبيعة وألوانها وجمالها وتميزها ، وهذا ما انعكس بشكل كبير على بناء صورة شركته ” إيكيا ” .

ويعد انغفار كامبراد إنسانا نشيطا يعمل بجهد متميز وكان مقتصدا ومتعاونا إلى أبعد الحدود ودائم البحث عن حلول أفضل في عالم المفروشات والأثاث . وحتى يومنا هذا مازال انغفار كامبراد يلعب دورا مهما وفعالا كرئيس لمجلس إدارة إيكيا فهو يتنقل من قاعات الاجتماعات إلى المصانع ليتابع عن كثب طريقة وجودة تصميم وتصنيع البضاعة إلى زيارة المتاجر والتواصل مع الزبائن بشكل دائم في جميع أنحاء العالم .

وهكذا إيكيا ترى أن بداية الإنسان ليست مهمة إنما ما الذي يفعله بعد ذلك هو ما يحدث الفرق . ولولا طريقة تفكير انغفار كامبراد وعزيمته وجهده المتواصل لما تحقق إنجازه على الرغم من بداياته المتواضعة جدا .

انغفار كامبراد قهر الظروف وسار في المقدمة ليجعل مؤسسته من أكبر مؤسسات تصميم وتصنيع وبيع الأثاث في العالم .

رغم احتلاله المركز السادس عالميا في قائمة أثرياء العالم التي تعدها مجلة فوربس بثروة تقدر بـ 28 دولار إلا أن السويديين يرون أنه أثرى أثرياء العالم فقد تداولت الصحف والمجلات الخبر التالي :

تربع مؤسس ” إيكيا ” أكبر سلسلة متاجر مفروشات حول العالم ، رجل الأعمال السويدي إينغفار كامبراد على قمة قائمة أغنى أغنياء العالم بثروة شخصية قدرت بحوالي 400 مليار كراون ( 53 مليار دولار ) ليتفوق بذلك على الأمريكي بيل غيتيس مؤسس ” مايكروسوفت ” والذي قدرت ” فوربس ” ثروته بـ 46,6 مليار دولار .

وأشارت صحيفة ” فيكانس أفرير ” الاقتصادية في عددها الأخير إلى ثروة كامبراد ، 77 عاما ضمن لائحة تضم مائة من أغنى أغنياء السويد .

وبحسب ” فوربس ” تلى غيتس المستثمر الأمريكي ، وارن بافيت الذي يتربع على ثروة قدرت بـ42,9 مليار دولار ثم الملياردير الألماني صاحب سلسلة متاجر ” آلدي ” ، كارل ألبريشت الذي يمتلك 23 مليار دولار .

ويُعرف عن الملياردير السويدي الذي يقيم حاليا في سويسرا أنه يعيش حياة متواضعة وبسيطة للغاية يتنقل في رحلاته على الدرجة السياحية فيما يزال يقود سيارته ” الفولفو ” القديمة .

ومن المتوقع أن يحتفظ كامبراد بإدارة ” إيكيا ” في العائلة حيث يتولى أبناؤه الثلاثة إدارة شؤون السلسلة التي امتدت إلى 180 محلا في 31 دولة حول العالم .

ويجدر بالذكر أن تقريرا أعده التلفزيون السويدي عزا تفوق كامبراد على غيتس إلى تراجع قيمة ” الدولار ” أمام العملات الأخرى . انتهى.

 

لطفاً قل ( اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان )

المرجع :

عظماء بلا مدارس ، عبد الله صالح الجمعة حفظه الله ، ط /  العبيكان ” ص 227 – 234 ” ، فصل : انغفار كامبراد ، بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *