قطوف من سيرة حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الغزالي ( 450 هـ – 505 هـ )

” كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر ، إلاّ المصيبة ، فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر ” – نصر بن سيار –

حجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد ، أبو حامد الغزاليّ وُلِدَ في طُوس عام 450 هـ / 1085 م ، وفقد أباه صبياً ، فرباه وصيٌّ صوفي مدة من الزمن ، ثم وضعه في مدرسة خيرية يعيش ويتعلم . أتى نيسابور َ ، وتعلَّم التصوف على الفرامدي ، والفقه والكلام على إمام الحرمين ، ثم أتى مجلس نظام المُلك ، وزير السلاجقة سنة 478 هـ ( 1085 م ) ، حيث أقام ست سنوات ، عيّنه بعدها الوزير أستاذًا في نظامية بغداد . درّس في بغداد أربع سنوات ( 484 – 488 هـ ) مرّ أثناءها بشكوك وألف كتابين هما : مقاصد الفلاسفة ؛ حيث عرض فلسفة الفارابي وابن سينا ، وتهافت الفلاسفة ، حيث انتقد هذه الفلسفة . ترك بغداد ومارس الزهد عشر سنوات ، عاد بعدها إلى التعليم في نيسابور . اعتزل التعليم بعد سنة 500 هـ / 1106 م وظل في عزلته حتى موته .

يعد أبو حامد الغزالي من كبار المفكرين المسلمين بعامة ومن كبار المفكرين بمجال علم الأخلاق بخاصة ؛ إذ بين الطرق العملية لتربية الأبناء وإصلاح الأخلاق الذميمة وتخليص الإنسان منها ، فكان بذلك مفكراً ومربياً ومصلحاً اجتماعياً في آن معاً . يرى الغزالي أن الأخلاق ترجع إلى النفس لا إلى الجسد ، فالخلق عنده هيئة ثابتة في النفس تدفع الإنسان للقيام بالأفعال الأخلاقية بسهولة ويسر دون الحاجة إلى التفكير الطويل .

أما في المنطق والفلسفة الخالصة فكان عَلَماً من أعلامها غير أنه استخدم المنطق لنصرة الدين ، وحمل على الفلسفة ؛ لأنها تُضِلُّ ذوي الاستعداد العقلي القاصر .

أهم كتبه :

مقاصد الفلاسفة ( 487 هـ ) ، تهافت الفلاسفة ( 488 هـ ) ، المستظهري ، الاقتصاد في الاعتقاد ( 488 هـ ) ، إحياء علوم الدين ( 488 هـ ) الذي قيل عنه : من لم يقرأ الإحياء ليس من الأحياء ، أيها الولد ، ويسمى الولدية ( 501 هـ ) ، المنقذ من الضلال ( 502 هـ ) ، المستصفى في علم أصول الفقه ( 503 هـ ) ، إلجاء العوام عن علم الكلام ( بين عامي 504 و 505 هـ ) ، وهذه أشهرها إلا أن له كتباً أخرى ، مثل :

– الوسيط في المذهب .

– الوجيز في فقه الإمام الشافعي .

– فضائح الباطنية .

– القسطاس المستقيم .

– التبر المسبوك في نصائح الملوك .

– كيمياء السعادة .

وعرف الغزالي الفلسفة بأنها تحصيل أنواع الخيرات المختلفة وهي :

– خيرات خاصة بالبدن ، مثل الصحة والقوة وجمال الجسم وطول العمر.

– خيرات خاصة بالنفس وهي فضائل النفس ” الحكمة والعلم والشجاعة والعفة ” .

– خيرات خارجية وهي الوسائل وكل ما يعين الإنسان في حياته ، مثل المال والمسكن ووسائل النقل والأهل والأصدقاء .

– خيرات التوفيق الإلهي مثل الرشد والهداية والسداد والتأييد .

توفي الإمام الغزالي – رحمه الله – في طوس عام 505 هـ / 1111 م ، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ونفع بعلمه الخالد إلى ما شاء الله ، انتهى.

المرجع :

أيتام غيروا مجرى التاريخ  ، عبد الله صالح الجمعة حفظه الله ، ط / العبيكان ” 15 – 17 ” ، فصل : الإمام الغزالي رحمه الله ، بتصرف.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *