لماذا صلاة الليل جهرا وصلاة النهار سرا ؟

الحكمة في ذلك أن الليل مظنة هدوء الأصوات وسكون الحركات وفراغ القلوب واجتماع الهمم المشتتة بالنهار ، فالنهار محل السبح الطويل بالقلب والبدن ، والليل محل مواطاة القلب للسان ومواطاة اللسان للأذن ، ولهذا كانت السنة تطويل قرآءة الفجر على سائر الصلوات ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها  بالستين إلى المائة ، وكان الصديق يقرأ فيها بالبقرة ، والفاروق ” عمر ” بالنحل وهود وبني إسرائيل ويونس ونحوها من السور .لأن القلب أفرغ ما يكون من الشواغل حين انتباهه من النوم ، وأما النهار فلما كان بضد ذلك كانت قراءة صلاته سرية  إلا إذا عارض في ذلك معارض كالجمعة والاستسقاء والكسوف فإن الجهر حينئذ أبلغ في تحصيل المقصود وأنفع للجمع . انتهى .

المرجع :

إعلام الموقعين .الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار الحديث “ج 2 / ص401 ” ،

فصل : الحكمة في التفريق بين صلاة الليل وصلاة النهار ، بتصرف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *