39. قطوف من السيرة المحمدية “ما الفرق بين الغزوة والسرية والمعركة”

بسم الله الرحمن الرحيم

قطوف من السيرة المحمدية

على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم

 ” العناوين “

ما الفرق بين الغزوة والسرية والمعركة  ، كم عدد غزواته وكم عدد الغزوات الكبار ” الأمهات ” ، أي الغزوات تحدث عنها القرآن الكريم ، ما هي الغزوة التي ” قاتل فيها بالمنجنيق ،  قاتلت معه الملائكة ، والتي تحصن فيها ، والتي جُرح فيها ، وكم عدد الذين قتلهم بيده الشريفة وفي أي الغزوات ” ، كم عدد السرايا وما هي أنواعها ، لماذا سميت غزوة بدر بيوم الفرقان وبماذا تسمى أيضا ، نبذة عن منطقة بدر اليوم ،  المراجع .

” التفاصيل “

ما الفرق بين الغزوة والسرية والمعركة :

أولاً : ” الغزوة ” هي التي خرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه حارب فيها أو لم يحارب .

ثانياً : ” السرية ” هي التي لم يخرج فيها صلى الله عليه وسلم بل خرج أحد قادته .

ثالثا : ” المعركة ” اصطلح المؤرخون المسلمون على أن يسمّوا كل معركة بين المسلمين والمشركين وحضرها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة يعني : ” الغزوة هي المعركة ” .

كم عدد غزواته ، وكم عدد غزواته الكبار ” الأمهات ” عليه الصلاة والسلام :

غزواته عليه الصلاة والسلام كلها كانت بعد الهجرة في مدة عشر سنين فالغزوات ” 25 ” وقيل : ” 27 ” ، وقيل : ” 29 ” ، وقيل غير ذلك . ولم يقاتل إلا في ” 9 ” : بدر ، وأُحُد ، والخندق ، وبني قريظة ، وبني المصطلق ، وخيبر ، وفتح مكة ، وحنين ، والطائف ، وهذا على قول من قال فتحت مكة عنوة . وقيل : قاتل بوادي القرى ، وفي الغابة ، وبني النضير والله أعلم .

والغزوات الكبار الأمهات سبع : ” بدر ، وأُحُد ، والخندق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، وتبوك ” .

ما الغزوات التي تحدث عنها القرآن الكريم :

وفي شأن هذه الغزوات نزل القرآن يتلى إلى قيام الساعة : فسورة الأنفال عن بدر ، وفي أُحُد آخر سورة آل عمران من قوله : ” وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال ” إلى قبيل آخرها بيسير ، وفي قصة الخندق وقريظة وخيبر صدر سورة الأحزاب ، وسورة الحشر في بني النضير ، وفي قصة الحديبية وخيبر سورة الفتح ، وأشير فيها إلى الفتح وذكر الفتح صريحا في سورة النصر .

ما هي الغزوة التي ” قاتل فيها بالمنجنيق ،  قاتلت معه الملائكة ، والتي تحصن فيها ، والتي جُرح فيها ، وكم عدد الذين قتلهم بيده الشريفة وفي أي الغزوات ” :

قاتلت معه الملائكة في بدر وحنين ، ونزلت الملائكة يوم الخندق فزلزلت المشركين وهزمتهم ، ورمى فيها الحصباء في وجوه المشركين فهربوا ، وكان الفتح في غزوتين بدر وحنين ، وقاتل بالمنجنيق منها في غزوة واحدة وهي الطائف ، وتحصن في الخندق في واحدة وهي الأحزاب ، أشار به عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين .

جُرح عليه الصلاة والسلام في غزوة واحدة وهي أُحُد. ومع هذه المعارك الحربية التي خاضها نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام لم يقتل بيده الشريفة سوى شخص واحد هو أُبي بن خلف ، حيث أنه أخذ حربة ممن كانوا معه فسددها في نحره ، فكانت سبباً في هلاكه وهو الوحيد الذي قتله صلى الله عليه وسلم في جميع معاركه الحربية . وذلك في غزوة أُحُد.

كم عدد السرايا ، وما هي أنواعها :

ذكر العلامة ابن القيم أن سراياه وبعوثه عليه الصلاة والسلام كانت قريبة من ” 60 سرية ” ، ونقل أبو عبد الله محمد بن سعد في ” الطبقات ” الاتفاق على أن سراياه صلى الله عليه وسلم ” 56 سرية ” وعدّدها واحدة واحدة مرتبة على حسب وقوعها والله أعلم .

والسرايا نوعان :

  1. دوريات استطلاع : وهي المفارز التي تحصل المعلومات دون القتال .

2. دوريات قتال : وهي المفارز التي تحصل المعلومات بالقتال ، وهي غالبا تكون قوية وكبيرة في عدتها وعددها .

لماذا سميت غزوة بدر بيوم الفرقان ؟ وبماذا تسمى أيضا :

والسبب في تسميت يوم بدر بيوم الفرقان : لأنه فرق بين أولياء الله وأعدائه قال تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم * والله ذو الفضل العظيم ” ” سورة الأنفال : 29 ” . كما يقال لها بدر العظمى ، وبدر القتال ، وبدر الفرقان .

نبذة عن منطقة بدر اليوم :

ذِكرها في السيرة كثير وشهرتها تغني عن تعريفها ، فيها حدثت المعركة الفاصلة بين الإيمان والكفر . كانت مكان لديار بني غفار ، ثم ظهرت فيها عين جارية ، فتكونت على العين قرية ، وكانت على طريق القوافل القادمة من الشام ومصر على الساحل الشرقي للبحر الأحمر . ولما انتشر الإسلام في تلك الديار صارت محطة للحجاج ، وهي اليوم بلدة بأسفل وادي الصفراء تبعد عن المدينة ” 155 ” كيلو متر ، وعن مكة ” 310 ” كيلو متر ، وتبعد عن سيف البحر قرابة ” 45 ” كيلو متر . وكان ميناؤها الجار ، فلما اندثرت قامت بالقرب فيها بلدة ” الرايس ” ومنها اليوم يجلب السمك إلى بدر ، وسكانها من بني حرب ، وغالبهم بنو صبح ، وبها مدارس ومسجد جامع وإمارة عموم وادي الصفراء وساحل الجار .

–        انتهى –

                                   فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” عليه الصلاة والسلام “

المراجع :

–        من كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد للمؤلف / الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله – الجزء الأول : فصل في غزواته وبعوثه وسراياه عليه الصلاة والسلام ( ص 56 ) . طبعة : مكتبة مزار مصطفى الباز .

–        من كتاب الروح للمؤلف / الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله – المسألة الحادية والعشرون ( ص 263 ) . طبعة : مكتبة نزار مصطفى الباز .

–        من كتاب تهذيب السيرة النبوية للمؤلف / الإمام النووي رحمه الله – فصل في عمره وحجته وغزواته وسراياه ( ص 54 – 56 ) . طبعة : دار الصميعي .

–        من كتاب الرحيق المختوم للمؤلف الشيخ / صفي الدين المباركفوري رحمه الله – فصل : الكفاح الدامي ( ص 187 – 190 ) . طبعة : دار ابن حزم .

–        من كتاب السيرة النبوية للمؤلف الدكتور / مصطفى السباعي رحمه الله – الفصل الخامس : في معارك الرسول الحربية ( ص 91 ، 99 ) . طبعة : دار الورّاق .

–        من كتاب الأطلس التاريخي لسيرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤلف الأستاذ / سامي بن عبد الله المغلوث حفظه الله – الفصل الثاني : الدفاع عن المجتمع المسلم في المدينة ، وقفات مع السرايا والغزوات ( ص 199 ، 218 ، 219 ) . طبعة : مكتبة العبيكان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *