شرح لأسماء الله الحسنى ” القويّ “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” القويّ ” :

قال الله تعالى : { فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} (66) سورة هود القويّ : أي الذي لا يعجزه شيء ، ولا يغلبه غالب ، ولا يرد قضاءه راد ، ينفذ أمره ويمضي قضاؤه في خلقه ، يُعز من يشاء ، ويُذل من يشاء ، وينصُر من يشاء ، ويخذلُ من يشاء ، فالقوة لله جميعاً ، لا منصور إلا من نصره ، ولا عزيز إلا من أعزّه .

قال الله تعالى : { إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ } (160) سورة آل عمران . ، وكذلك المخذول من خذلهُ الله ، والذّليل من أذّله الله .انتهى .

المرجع :

فقه الأسماء الحسنى ، لعبد الرزاق البدر ، ط / دار التوحيد ” ص 183 ” ، فصل : القويّ ، المتين ، بتصرف .

شرح لأسماء الله الحسنى ” الجميل “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” الجميل ” :

عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر . قال رجلٌ : إن الرجل يحبُ أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسناً ، قال : إن الله جميلٌ يُحب الجمال ، الكبر بطرق الحق وغمط الناس } ، صحيح مسلم رقم :  ” 91 ” .

وهذا الاسم الكريم – الجميل – يدل على ثبوت الجمال لله سبحانه في أسمائه وصفاته وفي ذاته وأفعاله ، فأسماؤه كلها حسنى ، وصفاته كلها صفات كمال ، وأفعاله كلها حكمة ومصلحة وعدل ورحمة . قال العلامة ابن القيم رحمه الله : وجماله سبحانه على أربع مراتب :

  1. جمال الذّات .
  2. جمال الصفات .
  3. جمال الأفعال .
  4. جمال الأسماء . انتهى .

المرجع :

فقه الأسماء الحسنى ، لعبد الرزاق البدر ، ط / دار التوحيد ” 335 ” ، فصل : الجميل ، بتصرف .

شرح لأسماء الله الحسنى ” الحيّ ، القيوم “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” الحيّ ، القيوم ” :

قال الله تعالى : { اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } (255) سورة البقرة .

الحيّ : فيه إثبات الحياة صفةً لله ، وهي حياةٌ كاملة ليست مسبوقةً بعدم ، ولا يلحقها زوالٌ وفناء ، ولا يعتريها نقصٌ وعيب جلّ ربُنا وتقدّس عن ذلك .

القيوم : فيه إثبات القيومُية صفةً لله ، وهي كونه سبحانه قائماً بنفسه مقيماً لخلقه ، فهو اسم دالٌ على أمرين :

  1. كمالُ غنى الربّ سبحانه ، فهو القائم بنفسه ، الغنيُ عن خلقه ، كما قال سبحانه : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } (15) سورة فاطر .
  2. كمال قدرته وتدبيره لهذه المخلوقات ، فهو المقيم لها بقدرته سبحانه ، وجميع المخلوقات فقيرة إليه ، لا غنى لها عنه طرفة عين . وممّا تقدّم يُعلم أنّ هذين الاسمين ” الحيّ القيُوم ” هما الجامعان لمعاني الأسماء الحسنى ، وعليهما مدار الأسماء الحسنى ، وإليهما ترجع معانيها جميعا، إذ جميع صفات البارئ سبحانه راجعة إلى هذين الاسمين ، فالحيّ الجامع لصفات الذّات ، والقيوم : الجامع لصفات الأفعال . انتهى .

المرجع :

فقه الأسماء الحسنى ، لعبد الرزاق البدر ،  ط / دار التوحيد ” ص 103 – 105 ” ،  بتصرف .

شرح لأسماء الله الحسنى ” الوارث “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” الوارث ” :

وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع كلها بصيغة الجمع ، وهي قوله تعالى : { وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ } (23) سورة الحجر ، وقوله تعالى : { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ } (89) سورة الأنبياء ، وقوله تعالى : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ } (58) سورة القصص .

الوارث : أي : الباقي بعد فناءِ الخلق ، فكل مَن سِواه زائل ، وكل مَن عداه فانٍ ، وهو جلّ وعلا الحيُ الذي لا يموت ، والباقي الذي لا يزول ، إليه المرجع والمنتهى ، وإليه المآل والمصير ، يُفني المُلاك وأملاكهم ، ويرث تبارك وتعالى الخلقَ أجمعين ، لأنه باقٍ وهم فانون ، ودائمٌ وهم زائلون . انتهى .

المرجع :

فقه الأسماء الحسنى ، لعبد الرزاق البدر ، ط / دار التوحيد ” 298 ” .

فصل : الوارث ، بتصرف .

 

شرح لأسماء الله الحسنى ” الرفيق “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” الرفيق ” :

مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : { إن الله رفيق يحب الرفق ، ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف وما لا يُعطي على ما سواه } أخرجه مسلم 4/2004 .

الرفيق :  فالله تعالى رفيق في أفعاله ، خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئاً فشيئاً بحسب حكمته ورفقه ، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة ، وهو يغيث عباده إذا استغاثوا به سبحانه في الشدائد والمشقات ، كما يغيث اللهفان . انتهى .

المرجع :

شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ، الشيخ سعيد بن وهف القحطاني ،

ط / فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية  ” ص 183 – 185 ” ، فصل : الرفيق ، بتصرف .