صلاة الرغائب ” بدعة “

في سنة 414هـ قيل إنّ أبا الحسن الجهضمي { صاحب بهجة الأسرار }  كان شيخ الصوفية بمكة آنذاك ، وقيل هو الذي وضع حديث صلاة الرغائب  ، قال ابن الجوزي : وقد ذُكرَ أنّه كذابٌ ، انتهى.

صفتها على النحو التالي :

  1. تكون في أول ليلة جمعة من شهر رجب.
  2. تكون بين صلاتي المغرب والعشاء.
  3. تُصلى 12 ركعة.
  4. يُقرأ في كُلّ ركعة : فاتحة الكِتاب ، و { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } ثلاثاً وَ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } اثنتي عشرة مرّة ، يُفصلُ بين كُلِ ركعتين بتسليمة.

قال الإمام الشوكاني رحمه الله بأنّ هذه الصلاة مكذوبة موضوعة.

وقال الإمام النووي رحمه الله ببُطلان هذه الصلاة ، وقال أيضاً : { قاتل الله واضعها ومُخترعها ، فإنها بدعة مُنكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها مُنكرات ظاهرة  }.

كما صنّف جماعة مِنْ الأئمة مُصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مُصليها ومُبتدعها … أكثر مِنْ أن تُحصر ، انتهى.

الشاهد :

قال أبو القاسم r : { مَنْ أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ، فهو رد }.

المصادر  :

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار { 12 / 330 } ، فصل : علي بن عبد الله بن جهضم ، بتصرف.

تُحفّة الذاكرين ، الإمام محمد الشوّكاني رحمه الله ، ط / دار الكِتاب العربي { 176 } ، فصل : صلاة الرغائب ، بتصرف.

إسلام ويب : رقم الفتوى : 24003.

موقع الإسلام سؤال وجواب : بدعة صلاة الرغائب.

انستقرام : dramy2010

صورة رقم : 628

https://www.instagram.com/p/B9BMobtpR77/?igshid=hw1aivttwme7

💎💎💎

تيليجرام : { قناة معلومة موثقة }

https://t.me/dramy2010

    رُبَ كلمة أودت بصاحبها  

في سنة 601هـ اجتمع ببغداد رجلان أعميان على رجل أعمى أيضاً ، وقتلاه بمسجدٍ طمعاً في أن يأخذا منه شيئاً ، فلم يجدا معه ما يأخذانه ، وأدركهما الصباح ، فهربا من الخوف يريدان الموصل ، ورؤي الرجل مقتولاً ، ولم يُعلم قاتله ، فاتّفق أنّ بعض أصحاب الشّحنة اجتاز من الحريم في خصومة جرت ، فرأى الرجلَين الضريرين ، فقال لمن معه : هذان اللذان قتلا الأعمى ، يقوله مزحاً ، فقال أحدهما : هذا والله الذي قتله ، فقال الآخر : بل أنت قتلته ، فأخذا إلى صاحب الباب ، فأقّرا ، فقُتل أحدهما ، وصُلب الآخر على المسجد الذي قتلا فيه الرجل ، انتهى.

يُقصد بأصحاب الشّحنة : الدوريات الأمنية التي تدور في الطُرقات في زمننا هذا.

الشاهد  :

كاد المُريب أن يقول خُذُوني !

المرجع  :

الكامل في التاريخ ، الإمام ابن الأثير رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ” 10 /161 ” ، فصل : سنة 601 هـ ، ذكر عدة حوادث ، بتصرف.

انستقرام : dramy2010

صورة رقم : 432

مراتب المُصلين

مما لا شك فيه أن الصلاة من أعظم العبادة التي يقوم بها المسلم وعلى هذا فالناسُ في الصلاة على مراتب خمس وهي :

المرتبة الأولى ” مُعَاقَب ” :

الظالم لنفسه المُفرط ، وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.

المرتبة الثانية ” مُحَاسَب ” :

من يحافظ على مواقيتها وحدُودها وأركانها الظاهرة ووضوئها ، لكنّه قد ضيّع مجاهدة نفسه في الوسوسة ، فذهب مع الوساوس والأفكار.

المرتبة الثالثة ” مُكّفرُ عنه ” :

من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار ، فهو مشغولٌ بمجاهدة عدوّه لئلّا يسرق منه صلاته ، فهو في صلاة وجهاد.

المرتبة الرابع ” مُثاب ” :

من قام إذا إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلّا يُضيّع شيئاً منها ، بل همّهُ كلُهُ مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها ، قد استغرق قبله شأنّ الصلاة وعبودية ربّه تبارك وتعالى فيها.

المرتبة الخامسة ” مُقرّبٌ من ربه ” :

من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ، ولكن مع هذا قد أخذ قلبهُ ووضعهُ بين يدي ربّه عز وجل ، ناظراً بقلبه إليه ، مراقباً له ، مُمتلئاً من محبته وعظمته ، كأنه يراه ويُشاهده ، وقد اضمحلّت تلك الوساوس والخطرات ، وارتفعت حُجُبها بينه وبين ربه ، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضلُ وأعظمُ مما بين السماء والأرض ، وهذا في صلاته مشغول بربّه عز وجل قريرُ العين به ، انتهى.

المرجع :

الوابل الصيب ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار ابن حزم ” 44 ، 45 ” ، فصل : النهي عن الإلتفات في الصلاة ، بتصرف.

الرياح والريح  

الرياح خاصة بالرحمة وهي لا تأتي إلا بالخير ، ومن أسمائها : الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات.

قال الله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا } (48) سورة الفرقان

الريح قد تأتي بالخير ، وقد تأتي بالشرّ ” العذاب ” ، فقد ورد ذكرها بالخير في قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا … الآية } (22) سورة يونس ، وورد ذكرها في العذاب بعدة مسميات وهي : العقيم والصرصر وهما في البر ، والعاصف والقاصف وهما في البحر.

قال الله تعالى : { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ } (41) سورة الذاريات ، وقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { الريح من رَوح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله خيرها ، واستعيذوا بالله من شرّها } ، رواه أبو داود رقم ” 5097 ” ، انتهى.

الشاهد :

نسأل الله أن يجعلها رياحَ خيرٍ ورحمة ، اللهمّ آمين.

المراجع :

تفسير القرآن العظيم ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / مكتبة الرشد ، ” 4 / 79 ” ، سورة الروم آية رقم (51 ) .

تُحفّة الذاكرين ، الإمام محمد الشوكاني رحمه الله ، ط / دار الكتاب العربي ” 211- 213 ” ، الباب السادس ، بتصرف.

انستقرام : dramy2010

صورة رقم : 419

التشاؤم بشهر صفر

التشاؤم من الاعتقادات الجاهلية التي انتشرت – وللأسف الشديد – بين كثير من جُهّال المسلمين ، نتيجة جهلهم بالدين عُموماً ، وضعف عقيدة التوحيد فيهم خُصوصاً ، وسبب ذلك الجهل ، ونقض التوحيد ، وضعف الإيمان : هو عدم انتشار الوعي الصحيح فيهم ، ومخالطة أهل البدع والضلال ، وقلّة من يرشدهم ويُبيّن لهم الطريق المستقيم ، وما يجب اعتقاده ، وما لا يجوز اعتقاده ، وما هو شرك أكبر يُخرج المسلم من الملّة الإسلامية وما هو شرك أصغر … الخ.

ومع ذلك لا زال كثير من الناس يتشاءمون من شهر صفر ، ومن السفر فيه ، فلا يُقيمون فيه مناسبةً ولا فرحاً ، فإذا جاء في نهاية الشهر ، احتفلوا في الأربعاء الأخير احتفالاً كبيراً ، فأقاموا الولائم والأطعمة المخصوصة والحلوى خارج القرى والمدن وجعلوا يمشون على الأعشاب للشفاء من الأمراض.

وهذا لا شك أنّه من الجهل الموقع في الشرك – والعياذ بالله – ومن البدع الشركية ويتوقف بالدرجة الأولى على سلامة العقيدة ، فهذه الأمور لا تصدر إلا ممن يشوب اعتقاده بعض الأمور الشركية ، التي يجرّ بعضها بعضاً كالتوسلات الشركية ، والتبرك بالمخلوقين والاستغاثة بهم.

أما من أنعم الله عليه بسلامة العقيدة ، وصحتها ، فإنّه دائماً متوكل على الله معتمدٌ عليه ، موقن بأنّ ما أصابه لم يكون ليخطئه ، وما أخطأه لم يكون ليصيبه ، وأنّ التشاؤم والطيرة ، واعتقاد النفع أو الضرّ في غير الله ، ونحو ذلك كله من الشرك الذي هو من أشد الظلم ، قال الله تعالى : { … إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } (13) سورة لقمان ، والتشاؤم ممّا يُنافي تحقيق التوحيد ، وتحقيق التوحيد منه ما يكون واجباً ، ومنه ما يكون مندوباً.

فالواجب : تخليصه وتصفيته عن شوائب الشرك والبدع والمعاصي ، فالشرك يُنافيه بالكلية ، والبدع تُنافي كماله الواجب ، والمعاصي تقدح فيه وتُنقص ثوابه. فلا يكون العبد مُحققاً التوحيد حتي يسلم من الشرك بنوعيه ، ويسلم من البدع والمعاصي.

والمندوب :  تحقيق المقرّبين كما في قوله جلّ شأنه : { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } (10 – 12) سورة الواقعة ، وهو انجذاب الروح إلى الله محبّة ً وخوفاً وإنابةً وتوكلاً ودعاءً وإخلاصاً ، وإجلالاً وهيبةً ، وتعظيماً وعبادةً ، فلا يكون في قلبه شيء لغير الله ولا إرادة لما حرّم الله ، ولا كراهة لما أمر الله ، وذلك هو حقيقة لا إله إلا الله. انتهى.

المرجع :

المناسبات الموسمية بين الفضائل والبدع والأحكام ، د / حنان بنت علي اليماني ، ط / مكتبة الأسدي ” 42 – 44 ، فصل : بدع التشاؤم بصفر ، بتصرف.