الوقفة الثالثة مع سورة الكافرون ” المواطن التي تُقرأ فيها هذه السورة “

المواطن التي تُقرأ فيها سورة الكافرون

نذكر بعضاً مما جاءت به السنة المطهرة في المواطن التي تُقرأ فيها هذه السورة العظيمة :

  1.   في ركعتي الطواف :

ثبت في صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة وبـ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } في ركعتي الطواف.

  1.   في ركعتي قبل صلاة الفجر :

ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر.

  1.   في ركعتي بعد صلاة المغرب :

قال أحمد : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر قال : رمقت النبي صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين مرة أو خمساً وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بـ  { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } و { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }. انتهى.

المرجع  :

تفسير القرآن العظيم ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / مكتبة الرشد ” 5 / 265 ” ، تفسير سورة الكافرون ، بتصرف.

الوقفة الثانية مع سورة الكافرون ” فضل هذه السورة “

لهذه السورة العظيمة فضائل كثيرة نذكر بعضاً منها :

حدثنا أبو عُبيد قال : حدثنا أبو النضر ، عن زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل ، عن أبيه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ” مجيءٌ ما جاء بك “ قال : قلت : جئت لتعلمني كلمات أقولهن عند منامي ، فقال : اقرأ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } (1) سورة الكافرون.

ثم نم على خاتمتها ، فإنها براءة من الشرك ” .

حدثنا يزيد ، عن يمان بن المغيرة ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } تعدلُ بربع القرآن.

حدثنا هشيم ، ويزيد ، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن هلال بن يساف ، عن أبي مسعود الأنصاري قال : من قرأ : { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ }  في ليلة ، فقد أكثر ، وأطاب ، انتهى.

المرجع  :

فضائل القرآن ، الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ” ص 87 ” ، باب فضل ” قل يا أيها الكافرون ” ، بتصرف.

الوقفة الأولى مع سورة الكافرون

من مقاصد سورة الكافرون

تركز هذه السورة العظيمة على تقرير توحيد العبادة والبراءة من الشرك ،والإخلاص لله سبحانه وتعالى.

فقوله تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } يشمل كل كافر على وجه الأرض ، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفار قريش ، وقيل إنهم من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة ، ويعبدون معبوده سنة ، فأنزل الله هذه السورة وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية فقال : { لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } ، يعني من الأصنام والأنداد : { وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } ، وهو الله وحده لا شريك له ، فـ ” مَا ” بمعنى مَن . انتهى.

المراجع  :

المختصر في التفسير ، ط / مركز تفسير الدراسات القرآنية ” ص 603 ، سورة الكافرون.

تفسير القرآن العظيم ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ” 5 / 266 ” ، سورة الكافرون ، بتصرف.

2. تفسير سورة الكافرون

مع إطلالة شهر ذي الحجة المبارك لعام 1436هـ نبدأ بإذن الله تعالى بعرض وقفات وتأملات وتفسير مختصر لسورة ” الكافرون ” وعددها ثمان وقفات ، والسبب في اختيار هذه السورة العظيمة ما يقوم به بعض الناس من أعمال شِركية إما جهلاً وإما تجاهلاً كالطواف بالقبور والاستغاثة بغير الله تعالى … الخ سائلين المولى عز وجل أن ينفعنا بها جميعاً ، اللهم آمين.

الوقفة التاسعة عشر والأخيرة مع سورة الفاتحة

قال الله تعالى : { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } سورة الفاتحة ”  7 “.

معنى الآية :

لمّا سأل المؤمن له ولإخوته الهداية إلى الصراط المستقيم ، وكان الصراط مجملاً بّينه بقوله : { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ } وهو المنهج القويم المفضي بالعبد إلى رضوان الله تعالى والجنة وهو الإسلام القائم على الإيمان والعلم والعمل مع اجتناب الشرك والمعاصي.

ومعنى قوله تعالى : { غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ }

لمّا سأل المؤمن ربه الصراط المستقيم وبيّنه بأنه صراط من أنعم عليهم بنعمة الإيمان والعلم والعمل ، ومبالغة في طلب الهداية إلى الحق ، وحوفاً من الغواية استثنى كلاً من طريق المغضوب عليهم ، والضالين. انتهى.

المرجع :

أيسر التفاسير ، الشيخ / أبي بكر جابر الجزائري حفظه الله ، ط / دار الحديث ” ج 1 / ص 14 ” ، بتصرف.