قيل لبعض الأعراب – وقد أسلم – ما الذي جعلك تصدق محمداً – صلى الله عليه وسلم – وتسلم به وأنت لم تره ؟
قال : ما أمر بشيء ، فقال العقل : ليته نهى عنه ، ولا نهى عن شيء ، فقال العقل : ليته أمر به . ولا أحل شيء فقال العقل : ليته حرمه ، ولا حرم شيئا فقال العقل : ليته أباحه .
فانظر إلى هذا الأعرابي – والكلام للمؤلف – وصحة عقله وفطرته وقوة إيمانه واستدلاله على صحة دعوته بمطابقة أمره لكل حسن في العقل . وكذلك مطابقة تحليله وتحريمه ولو كان جهة الحسن والقبيح والطيب والخبيث مجرد تعلق الأمر والنهي والإباحة والتحريم به لم يحسن منه الجواب ولكان بمنزلة أن يقول : وجدته يأمر وينهى ويبيح ويحرم وأي دليل في هذا ؟
قوله تعالى : ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ” سورة النحل آية رقم 90 . انتهى . بتصرف .
الشاهد :
اللهم صلِ وسلم على حبيبنا ونبينا محمد ” صلى الله عليه وسلم ”
المرجع :
مدارج السالكين ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار طيبة ” ج 1 / ص 428-429
فصل : تحليل الطيبات وتحريم الخبائث من أعلام نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم .