كان رجل بالبادية له كلب وحمار وديك ، فالديك يوقظ للصلاة ، والحمار ينقلون عليه الماء ويحمل خباءهم ، والكلب يحرسهم . فجاء الثعلب فأخذ الديك ، فحزنوا ، فقال الرجل : عسى أن يكون خيراً ، ثم جاء ذئب فخرق بطن الحمار ، فحزنوا ، فقال الرجل : عسى أن يكون خيراً ، ثم أصيب الكلب ، فحزنوا ، فقال الرجل : عسى أن يكون خيراً ، ثم أصبحوا ذات يوم ، فنظروا فإذا قد سُبي من حولهم وبقوا هم ، وإنما أخذ أولئك بما كان عندهم من الصوت والجلبة ، ولم يكن عند أولئك شيء يجلب ؛ فقد ذهب كلبهم وحمارهم وديكهم . انتهى .
فاجعل شعارك دوما عسى أن يكون خيراً .
المرجع :
من كتاب مختصر منهاج القاصدين .
للمؤلف :
الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى .
فصل : يتصور الرضا فيما يخالف الهوى .
طبعة دار الفجر للتراث ” ص 384 – 385 “