ذكر عن بعض الصالحين أنه قال : رأيت في المنام رجلا وهو في برية وأمامه غزالة وهو يجري خلفها وهي تفر منه وأسد كأعظم ما يكون خلقة وقد همَّ أن يلحقه والرجل يردّ رأسه وينظر إلى الأسد فلا يجزع منه ثم يجري خلف الغزالة حتى لحق به الأسد فقتله . فوقفت الغزالة تنظر إليه وهو مقتول إذ جاء رجل آخر قد فعل ما فعله المقتول فقتله الأسد ولم يدرك الغزالة فخرج آخر ففعل كذلك قال فما زلت أعد واحدا بعد واحد حتى عددت مائة رجل صرعى والغزالة واقفة فقلت إن هذا لعجب! فقال الأسد : مم تعجب؟ أو ما تدري من أنا ومن هذه الغزالة؟ فقلت : لا فقال : أنا ملك الموت وهذه الغزالة الدنيا وهؤلاء أهلها يجدّون في طلبها وأنا أقتلهم واحدا بعد واحد حتى آتي على آخرهم . فاستيقظت فزعا مرعوبا . انتهى
الشاهد :
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارانا وقرارنا ، اللهم آمين .
المرجع :
بستان الواعظين رياض السامعين ، الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ” ص 197 ، 198 ” ، فصل : مثل الدنيا والموت ، بتصرف .