في سنة 593 هـ توفي الشيخ أبو القاسم يعيش بن صدقة الفراتي الضرير ، الفقيه الشافعي ، كان إماماً في الفقه ، ومدرّسا ، سمّع عليه ابن الأثير كثيراً ومعه بعض الطُلاب ، ولقد رأى منه عجباً يدل على دينه وإرادته ، بعلمه وجه الله تعالى ، وذلك أنه كان يُسمّع عليه بعض الطُلاب ببغداد ” سُنن ” أبي عبد الرحمن النسائي ، وهو كتاب كبير ، فعرض له أمر مهم ، فاعتذر وقال : أنا مشغول بسماع هؤلاء الطُلاب ، ووقتهم يفوت ، والذي يُراد مني لا يفوت ، فسأله الطُلاب لينهي مهمته ثمّ يعود إليهم ، فلم يفعل ذلك ، وقال : اقرأوا ، فقرأنا ، فلمّا كان الغد حضر غلام يُخبر الطُلاب بأن قائد الحملة التي هم معاها قد رحل ، فعظُم الأمر عليهم فقال الشيخ : هل عَظُمَ عليكم رحيله ؟ قالوا : لا ، بل لأننا لم نفرغ من قراءة الكِتاب ، فقال : إذا رحلتم أستعير دابّة وأركبها ، فأسير معكم وأنتم تقرأون ، فإذا فرغتم عُدّتُ ، وفعل ذلك الشيخ مع الطُلاب وعاد ، انتهى.
الشاهد :
احرص على نشر العِلم النافع بقدر استطاعتك.
المصدر :
الكامل في التاريخ ، الإمام ابن الأثير رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية { 10 / 113 ، 114 } ، فصل : سنة ذكر عدّة حوادث ، بتصرف.
انستقرام : dramy2010
صورة رقم : 726
💎💎💎
تليجرام : { قناة معلومة موثقة }
https://t.me/dramy2010