يروى أن إسماعيل عليه السلام أول من كسا الكعبة المشرفة وقيل : تبع صاحب يمن أسعد الحمير ، وقيل غير ذلك ، وقد كساها في الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الخلفاء في عصورهم ، وبعد زوال الخلافة العباسية سنة 656/1285هـ كانت الكسوة تأتي من مصر أو اليمن ، واستقرت تأتي من مصر عندما أوقف الملك الصالح إسماعيل قلاوون ثلاث قرى بنواحي القاهرة لصالح الكسوة ، وهكذا كانت الحكومة المصرية تتولى صنع الكسوة وإرسالها سنوياً إلى أن توقفت من ذلك سنة 1343/1924هـ لأسباب طارئة ، فقام الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله بكساء الكعبة ، ثم أمر بإنشاء مصنع للكسوة بمكة المكرمة والذي أنتج أول كسوة في سنة 1346هـ فكانت الكعبة المشرفة تكسى من إنتاج هذا المصنع إلى أن تم الاتفاق بين الحكومتين السعودية والمصرية سنة1355هـ واستأنفت مصر إرسال الكسوة سنوياً إلى الكعبة المشرفة إلى أن توقفت من ذلك سنة 1381هـ فقامت الحكومة السعودية بإعادة فتح وتشغيل مصنع الكسوة سنة 1382هـ إلى أن أقيم مصنع الكسوة الجديد بمكة المكرمة .
مصنع كسوة الكعبة المشرفة :
وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – حجر الأساس للمصنع الجديد بمكة المكرمة سنة 1392هـ /1972م وكان إذ ذاك نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ، ثم قام بافتتاحه سنة 1397هـ/1977م عندما كان ولياً للعهد ، ومن ذلك الوقت يقوم المصنع بإنتاج كسوة الكعبة سنوياً ، ومن مهام هذا المصنع أيضا عمل الستارة الداخلية للكعبة المشرفة ، وستارة خاصة للحجرة النبوية الشريفة وتطريز أعلام المملكة العربية السعودية ، وإنتاج قطع الهدايا المماثلة لما يطرز تحت حزام كسوة الكعبة المعظمة ، وذلك لتغطية ما يقدم لضيوف المملكة . ويشغل مصنع الكسوة مساحة (100) الف متر مربع ويضم أكثر من (240) عاملاً ، وهو الآن تابع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي .
وصف الكسوة :
تنسج من الحرير الطبيعية الخالص المصبوغ باللون الأسود وينسج على كامل الكسوة .
متى تكسى الكسوة :
وتكسى الكعبة المعظمة كسوة جديدة في 9 ذى الحجة من كل عام ، فتظهر الكعبة في أول أيام العيد في ثوبها الجديد .
المرجع :
من كتاب تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا .
للمؤلف :
د / محمد إلياس عبد الغني حفظه الله .
فصل : كسوة الكعبة المشرفة .