الجادة السليمة ، الطريق القويمة : تكون في الاقتداءِ بصاحب الشّرع ، والبدار إلى الاستنان به ، فهو الكاملُ الذي لا نقص فيه ، فطريقه ﷺ العِلمُ والعمل ، والتلطُف بالبدن ، كما أوصى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وقال له : ” إنّ لنفسك عليك حقاً ، ولزوجك عليك حقاً ” فهذه هي الطريقُ الوسطى الفضلى ، فمن تأمل حاله ﷺ رأه أكمل الخلق ، يُعطي كلّ ذِي حقٍ حقّه ، فتارةً يمزح ، وتارةً يضحك ، ويُداعب الأطفال ، ويسمع الشّعر ، ويتكلم بالمعاريض ، ويُحسنُ مُعاشرة النّساء ، ويأكل ما قدر عليه ، وما فُتح له ، وإن كان لذيذاً كالعسل ، ويُسْتعذبُ له الماء ، ويُفرش له في الظلّ ، ولم يُنكر ذلك ، ومع هذا فإنه ﷺ كان يُوفّي العبادة حقّها بقيام اللّيل والاجتهاد في الذّكر. فعليك بطريقته التي هي أكملُ الطُرق وبشِرعته التي لا شوب فيها ، إذ هو قُدوةُ الخلق ، وسيّدُ العُقلاء ، انتهى.
الشاهد :
قال الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }.
المرجع :
صيّدُ الخاطر ، الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، ط / اليمامة ” 255 – 257 ” ، فصل : الاقتداء بالنبي ﷺ هو الطريق القويم ، بتصرف.
انستقرام : dramy2010
صور رقم : 539