ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” الحَييّ ” :
من حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يغتسل بالبَراز بلا إزار ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : { إِنَّ اللَّهَ عز وجل حَييُ ستّير يحبُ الحياء والسّتر ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر } سنن أبو داود ” 4012 ” ، سنن النسائي ” 406 ” .
وفي هذا الاسم الكريم دلالة على ثبوت الحياء صفةً لله عز وجل على ما يليق بجلاله وكماله ، وهو سبحانه في صفاته كلّها لا يماثل أحداً من خلقه ، ولا يماثله أحدٌ من خلقه ، كما قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى ، فهو حييّ يحب أهل الحياء ، والحياء في العبد خُلق جميل يبعث على اجتناب القبيح ، ويمنع من التقصير في حقّ ذي الحق ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : { إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت } صحيح البخاري ” 3296 ” . أي : من لم يستحي صنع ما شاء من الفواحش والمنكرات ، لأن الحياء هو المانع من فعلها . انتهى .
المرجع :
فقه الأسماء الحسنى ، لعبد الرزاق البدر ، ط / دار التوحيد ” 348 – 351 ” .
فصل : الحَييّ . بتصرف .