بسم الله الرحمن الرحيم
” العظيم لا ينتهز الفرصة ، بل يخلقها ” – كولتون –
مايكل ديل ( 1965 – …. ) :
من أفكار صغيرة .. بنى الشاب الصغير .. إمبراطوريته الكبيرة .
كيف أصبح ديل أصغر مليارديرات العالم ؟ وكيف أصبح أصغر المسؤولين التنفيذيين الرئيسين سناً في قائمة أثرى 500 شخص في العالم ؟ كيف استطاع هذا الشاب أن يحقق حلمه الكبير في مدة قصيرة ؟
لمعرفة ذلك … لنبدأ …. مع ديل :
ولد مايكل ديل في هيوستن وذلك في فبراير / شباط عام 1965 م وكان ثاني الأبناء الثلاثة لوالد يعمل في عيادة لتقويم الأسنان ووالدة تعمل سمسارة في سوق الأوراق المالية .
اهتم ديل منذ صغره بالحواسيب وطرق عملها إذ إنه كان في الخامسة عشرة من عمره عندما اشترى حاسوبه الأول من طراز أبل II ، ثم قام بتفكيكه ليرى كيف يعمل .
وقام بعد سنتين بالتغيب عن مدرسته لمدة أسبوع لكي يحضر مؤتمراً يتحدث عن الحواسيب .
التحق ديل بجامعة تكساس وبدأ بيع حواسيب ومكوناتها في عنبر طلاب السنة الأولى إلا أنه انتقل لإحدى الشقق المملوكة بحلول نهاية العام الدراسي .
كان طموح ديل يتجاوز الجامعة إذ لم يستطع الانتظار حتى يتخرج لكي يؤسس شركته الخاصة حيث قام عام 1984 م بالتوقف عن الدراسة في الجامعة وأسس شركة ” ديل كومبيوتر ” برأس مال لم يتجاوز الألف دولار فقط وكانت شركته تبيع الحواسيب إلى الزبائن مباشرة متجاوزة بذلك الوسطاء وهي فكرة لم يسبق لها مثيل .
وبعد عامين فقط عرض في معرض كومديكس حاسوباً سرعته 12 ميغاهيرتز ويبلغ ثمنه 995 ، 1 دولاراً مقارنة بحاسوب آي بي أم ذي سرعة 6 ميغاهيرتز والذي يبلغ سعره 995 ،3 دولار وفي عام 1988 م أي بعد أربع سنوات فقط من تأسيس الشركة بدأ ديل يتعامل مع زبائن كبار بمن فيهم الشركات الحكومية . وتمكن من جمع 30 مليون دولار بعد أن عرض شركته للاكتتاب الدولي العام .
وتعد شركة ديل ومقرها الرئيس شارع راوند روك بولاية تكساس المزود الرئيس للعديد من منتجات وخدمات الحاسب والشركة الأولى على مستوى العالم التي تمد عملاءها بالمنتجات والخدمات الأساسية لإنشاء البنية التحتية للإنترنت وتكنولوجيا المعلومات بما فيها الشركات الموضوعة على قائمة مجلة فورتشن كأفضل 500 شركة . ويعزى وصول شركة ديل للريادة في السوق إلى سعيها الدؤوب نحو تقديم الأفضل للعملاء وذلك من خلال بيع المنتجات وتوفير خدمات ذات مستوى ثابت .
وبإضافة ديل إلى قائمة هذه الشركات في عام 1992 أصبح السيد (( ديل )) أصغر مدير تنفيذي لشركة يحتل مكانة في قائمة أفضل 500 شركة بمجلة فورتشن وكان حينها في السابعة والعشرين من عمره وهو الآن المدير التنفيذي صاحب أطول فترة للرئاسة في مجال الحاسوب . وتحتل الشركة حالياً المرتبة الرابعة في قائمة أفضل الشركات لمجلة فورتشن على مستوى العالم وفي الولايات المتحدة . وفي عام 2003 تم اختيارها من بين أكثر 10 شركات تحظى بسمعة طيبة وثقة كبيرة لدى العملاء وذلك حسب اقتراع أجرته صحيفة وول ستريت .
وقد تم تكريم السيد ديل عدة مرات لقيادته المثالية والرائعة ففي عام 2003 اختارته الـ” فورتشن ” كواحد من أكثر الناس تأثيراً في عالم الأعمال واختارته الـ” فينانشال تايمز ” كرابع أفضل قائد على مستوى العالم وأكثرهم احتراماً كما اختارته مجلة (( إنستتيوشنال إنفزيتور )) كأفضل مدير تنفيذي في مجال أجهزة ومعدات الكمبيوتر . وفي عام 2001 اختارته مجلة (( تشيف إكزيكيوتف )) كأفضل مدير تنفيذي للعام ذاته .
وقد درس ديل في جامعة تكساس بولاية أوستن . وفي 1999 ألف كتاباً حقق أعلى المبيعات وهو (( مباشرة من ديل : الاستراتيجيات التي أحدثت طفرة في صناعة ما )) . وفيه يحكي قصة نشأة شركته والاستراتيجيات التي ابتكرها وتنطبق على جميع الشركات . وديل هو مسؤول الإنترنت في المنتدى الاقتصادي العالمي . ويعمل باللجنة التنفيذية للجنة الأعمال العالمية وعضو بمجلس الأعمال الأمريكي . كما يشغل ديل أيضاً منصب رئيس مشروع سياسة أنظمة الكمبيوتر ويعمل بمجلس المستشارين للرئيس الأمريكي للعلوم والتقنية وبمجلس إدارة كلية الأعمال الهندية . وفي عام 1987 أصبحت ديل أول شركة لأنظمة الحاسب تقدم خدمة المنتجات على مواقع الإنترنت وبدأ التوسع الدولي بافتتاح فرع للشركة في المملكة المتحدة . وقدمت ديل التقنية الحديثة أسرع من الشركات الأخرى التي كانت تخطط ببطء وتقوم بالتوزيع من خلال قنوات غير مباشرة .
وفي عام 1990 افتتحت الشركة مركزا للتصنيع في ليمرك بأيرلندا لخدمة الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية والإفريقية . وطرحت الشركة أول كمبيوتر دفتري لها في عام 1991 ، وفي عام 1992 تم تضمين شركة ديل لأول مرة في مجلة (( فورتشن )) كواحدة من أكبر خمس مئة شركة في العالم . وفي 1993 انضمت الشركة إلى قائمة أفضل خمس شركات في مجال تصنيع الحاسوب على مستوى العالم ، وكانت بداية الشركة في غزو منطقة الباسيفيك وآسيا عن طريق إنشاء فروع لها في أستراليا واليابان . إلا أن ديل أعلن عن خسارة في الربع الأول من سنة 1993 لتحوله عن صناعة حواسيب المفكرة وأسواق البيع بالتجزئة وعمليات إعادة الهيكلة في أوروبا . ونتيجة لذلك ألغى عملية الاكتتاب العام الثاني .
وفي 1995 ارتفعت أسهم الشركة من 5،8 إلى 100 دولار وافتتحت ديل في عام 1996 مركز تصنيع لدول الباسيفيك وآسيا في بينانج بماليزيا . وبدأ العملاء شراء أجهزة الحاسب الخاصة بشركة ديل عن طريق الإنترنت بالموقع www.dell.com
وبدأت الشركة في تحقيق تقدم مطّرد وملموس في سوق مزودي الشبكات .
وفي عام 1997 قامت الشركة بشحن 10 ملايين جهاز كمبيوتر إلى جميع أرجاء المعمورة ووصلت قيمة السهم الواحد للشركة في إحدى الفترات إلى 1000 دولار . كما أدخلت الشركة أول أنظمة لمحطات التشغيل الخاصة بها .
وفي عام 1998 قامت الشركة بتوسيع مراكز التصنيع في أمريكا وأوروبا وافتتحت مركزا للمنتجات والعملاء في زيامن بالصين . وافتتحت الشركة ثاني أكبر موقع أمريكي في مدينة ناشفيلي في 1999 كما افتتحت الشركة مركزاً للتصنيع في إيلدورادو دو سول بالبرازيل لخدمة أمريكا اللاتينية . كما أدخلت الشركة الدعم الفني المباشر (( الدعم الإلكتروني مباشرة من ديل )) . وفي عام 2000 وصلت مبيعات الشركة عن طريق الإنترنت إلى 50 مليون دولار يومياً .
ولأول مرة أصبحت الشركة رقم واحد في مجال شاحنات محطة العمل . وقامت الشركة بإنتاج ملقم جهاز بورآب PowerApp وشحن مليون مزود بورإيدج Power Edge وفي نفس العام عانت التقنية التي ينتجها من عيب أدى إلى هبوط حاد في سعر أسهم الشركة من مستوى 58 دولاراً في شهر مارس إلى مستوى 16 في ديسمبر .
وفي عام 2001 احتلت الشركة لأول مرة المرتبة الأولى في سوق الأسهم العالمية إلا أن التباطؤ في مبيعات الحواسيب الشخصية دفع الشركة لتسريح 1700 موظف يشكلون 4 ،5 % من قوتها العاملة على الصعيد العالمي . وفي عام 2002 أطلقت ديل على مركز تصنيع أوستن اسم مركز تصنيع توبفر وقامت الشركة بشحن 2 مليون منفذ في خط باور كونكت Power Connect الخاص بمفاتيح الشبكة واختار العملاء الأمريكيون ديل على أنها المزود رقم واحد لأنظمة الحاسوب .
وفي عام 2003 قامت الشركة بإنتاج الطابعات للشركات والعملاء ثم تغير اسم الشركة وأصبح اسمها ديل وشركاه مما يعكس انتقال الشركة إلى العمل في مجالات إلكترونية أخرى بما في ذلك الطابعات والأجهزة التلفزيونية ، بعد سنوات عديدة من التباطؤ الذي شهدته صناعة الحواسيب الشخصية . واليوم تشغل ديل واحدا من أكبر المواقع التجارية على الإنترنت في العالم والتي تعتمد على نظام التشغيل ويندوز التاسع لشركة مايكروسوفت . ويتلقى موقع شبكة الشركة الذي يعمل من خلال مزود ديل باور إيدج أكثر من مليار طلب كل ثلاثة أشهر من مواقع تخص 80 دولة بـ 28 لغة و26 عملة .
وتدرك الشركة تماماً فاعلية الإنترنت في أعمالها بما في ذلك عمليات الشراء ودعم العملاء وإدارة العلاقات . ومن خلال موقع الشركة يستطيع العملاء مراجعة الأجهزة وتحديد مواصفاتها وأسعارها من خلال خط إنتاج الشركة بالكامل . ويمكن للعملاء طلب الأجهزة مباشرة من خلال الإنترنت ومتابعة خط سير الطلب من التصنيع إلى الشحن . وتقوم ديل من خلال موقعها valuechain.dell.com بتبادل المعلومات مع عملائها فيما يخص جودة الإنتاج وإبداعيته كما تستخدم الشركة الإنترنت أيضاً في تقديم خدمات العملاء الخاصة بالتصنيع فعلى سبيل المثال يستخدم مئات الآلاف من عملاء الشركات في أنحاء العالم صفحة شبكة ديل لعقد صفقات مع الشركة عن طريق الإنترنت .
ويرجع عائد ديل المرتفع لحاملي الأسهم إلى جهد حثيث عبر الزمن لتحقيق الموازنة بين النمو والربحية والسيولة وكانت ديل دوماً رائدة المنافسين في كل من تلك الاتجاهات .
وفي عام 2004 تخلى ديل عن منصب المسؤول التنفيذي الرئيس لصالح كيفن رولينز لكنه ظل محتفظاً بمنصب الرئيس .
وديل اليوم هي المزود الرئيس للمنتجات والخدمات لأكبر المؤسسات في العالم ويعمل بالشركة زهاء 54،800 موظف من أعضاء الفريق يغطون أرجاء المعمورة .
حقائق عن مايكل ديل :
– تبلغ ثروته حوالي 18 مليار دولار .
– من بين 691 ملياردير حول العالم كان هناك ما يقارب عشرون شخصاً تقل أعمارهم عن 40 سنة وكان ديل أثرى هؤلاء الأربعين .
المرجع :
عظماء بلا مدارس ، عبد الله صالح الجمعة حفظه الله ، ط / مكتبة العبيكان ” 55 – 61 ” ، فصل : مايكل ديل ، بتصرف.