كان رجلٌ أمين يقعد عند بقّال ، فجاء قومٌ إلى البقّال يطلبون منه رجلاً يحفظ عليهم ما صرموا من نخلهم ، فدلّهم عليه وقال لهم : إن أجابكم إلى حفظ تمركم فإنه بحيث تحبّون ، فكّلموه في ذلك ، فأجابهم على أُجرة معلومة ، فكان يحفظ لهم ، ويصلي أكثر نهاره ، ويصوم ، ويأخذ عند إفطاره من البقّال رطل تمر فيفطر عليه ، ويجمع نوى ذلك التمر ويُعطيه البقّال ، فلما حمل التجّار تمرهم حاسبوا أُجيرهم عند البقّال ، ودفعوا إليه أجرته ، وحاسب الأجير البقّال على ما أخذ منه من التمر ، وحطّ ثمن النوى ، فسمع أصحاب التمر محاسبته للبقّال بثمن النوى فضربوه وقالوا له : ألم ترض بأكل تمرنا ، حتى بِعتَ النوى ؟ فقال لهم البقّال : لا تفعلوا ! وقصّ عليهم القصة ، فندموا على ضربه ، واستحلّوا منه ففعل ، وازداد عند أهل القرية لما وقفوا عليه من زهده. انتهى.
الشاهد :
لا تتعجل في الحُكم على الآخرين ، بل اجعل لحُسن الظن باب !
المرجع :
الكامل في التاريخ ، الإمام ابن الأثير رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية .
” ج 6 / ص 311 ” ، ذكر ابتداء أمر القرامطة ، بتصرف.