قال رجل لأبي حازم : ما شكر العينين يا أبا حازم ؟ قال إن رأيت بهما خيراً أعلنته ، وإن رأيت بهما شراً سترته.
قال : فما شكر الأذنين ؟
قال : إن سمعت بهما خيراً وعيته ، وإن سمعت بهما شراً دفعته.
قال : فما شكر اليدين ؟
قال : لا تأخذ بهما ما ليس لهما ، ولا تمنع حقاً لله هو فيهما.
قال : فما شكر البطن ؟
قال : أن يكون أسفله طعاماً ، وأعلاه عِلماً
قال : فما شكر الفرج ؟
قال : قال الله تعالى : { والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون }.
قال : فما شكر الرجلين ؟
قال : إن علمت ميتاً تغبطه استعملت بهما عمله ، وإن مقته رغبت عن عمله وأنت شاكر الله.
الشاهد :
وأما مَنْ شكر بلسانه ، ولم يشكر بجميع أعضائه ، فمثله كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ولم يلبسه ، فما ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر ، انتهى.
المصدر :
أسماء الله الحُسنى ، الإمام ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله ، ط / المكتبة التوفيقية { 312 } ، الصبور الشكور ، بتصرف.
انستقرام : dramy2010
صورة رقم : 928
💎💎💎
تليجرام : { قناة معلومة موثقة }