جاء عدو الله إبليس إلى المشركين في صورة سراقة بن مالك ، وكان يده في يد الحارث بن هشام وجعل يشجعهم ويعدهم ويمنيهم ، فلما رأى الملائكة هرب وألقى نفسه في البحر ، وقد أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله : { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (48) سورة الأنفال .
فإبليس عدو الله يسعى بجهده في إطفاء نور الله وتوحيده ، ويغري بذلك أولياؤه من الكفار والمنافقين ، فلما عجز عن ذلك نصر الله نبيه وأظهر دينه على الدين كله فلم يبقى لعدو الله إلا إلقاء الفتن بين المسلمين ، انتهى.
الشاهد :
{ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } (76) سورة النساء.
المرجع :
لطائف المعارف ، الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله ، ط / دار الحديث ” ص 248 ” ، فصل : من مقاصد غزوة بدر، بتصرف .