بسم الله الرحمن الرحيم
قطوف من السيرة المحمدية
على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم
” العناوين “
الأمر بقيام الدعوة ، أدوار الدعوة مراحلها ، فائدة عن الدور المكي ، أول من آمن به ، أول من جهر بالقرآن في مكة ، معلومة عن مكة المكرمة والمدينة المنورة ، الضرب والشتم حيلة الجهال المتعصبين ، المراجع .
” التفاصيل “
الأمر بقيامه بالدعوة إلى الله – عليه الصلاة والسلام – :
تلقى النبي صلى الله عليه وسلم أوامر عديدة في قوله تعالى : ( يا أيها المدثر* قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر ) أوامر بسيطة في الظاهر ، بعيدة المدى والغاية ، قوية الأثر والفعل في الحقيقة .
وتتلخص هذه الأوامر في الآتي :
- التوحيد .
- الإيمان بيوم الآخرة .
- القيام بتزكية النفس بأن تتناهى عن المنكرات والفواحش التي تفضي إلى سوء العاقبة .
- تفويض الأمور كلها إلى الله تعالى .
5. وكل ذلك بعد الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وتحت قيادته النبيلة وتوجيهات الرشيدة .
أدوار الدعوة ومراحلها – جملة – :
يمكن أن نقسم عهد الدعوة المحمدية – على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم – إلى دورين يمتاز أحدهما عن الآخر تمام الامتياز ، وهما :
- الدور المكي ، ثلاث عشرة سنة تقريبا .
- الدور المدني ، عشر سنوات كاملة .
فائدة عن الدور المكي :
لم يمكث نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في مكة ثلاث عشرة سنة مصادفة بل كان لغرض كريم وهدف نبيل ألا وهو ترسيخ العقيدة في قلوب أصحابه . مما أثمر عن ذلك أنه حين ارتد من ارتد من الصحابة في عهد الصديق رضي الله عنه عن حق الزكاة لم يعد أحد منهم ليعبد الأصنام . فلله دره من معلم عظيم صلى الله عليه وسلم .
أدوار الدعوة ومراحلها – تفصيلا – :
ويمكن تقسيم الدور المكي إلى ثلاثة مراحل :
- مرحلة الدعوة السرية ، ثلاث سنين .
2. مرحلة إعلان الدعوة في أهل مكة ، من بداية السنة الرابعة من النبوة إلى أواخر السنة العاشرة .
3. مرحلة الدعوة خارج مكة وفشوها فيهم من أواخر السنة العاشرة من النبوة إلى هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .
أول من آمن به – عليه الصلاة والسلام – :
أول من آمن به من الرجال البالغين الأحرار أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
ومن الصبيان علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ومن النساء خديجة بنت خويلد رضي الله عنها .
ومن الموالي زيد بن حارثة رضي الله عنه.
ومن العبيد بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه .
أول من جهر بالقرآن في مكة :
كان أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : والله ما سمعت قريش هذا القرآن يُجهر لها به قط ، فمن رجل يسمعهم ؟ فقال عبد الله بن مسعود : أنا ، فقالوا : إنا نخشاهم عليه إنما نريد رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه ، فقال : دعوني ، فإن الله سيمنعني ، فغدا عبد الله حتى أتي المقام في الضحى ، وقريش في أنديتها حتى قام عند المقام ، فقال رافعاً صوته : بسم الله الرحمن الرحيم ( الرحمن ، علم القران ، ( الرحمن 1 ، 2 ) فاستقبلها فقرأ فتأملوا ، فجعلوا يقولون : ما يقول بن أم عبد ؟ ثم قالوا : أنه ليتلو بعض ما جاء به محمد ، فقاموا فجعلوا يضربون في وجهه ، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه ، فقالوا : هذا الذي خشينا عليك ، فقال : ما كان أعداء الله قط أهون عليُ منه الآن ، ولئن شئتم غاديتم بمثلها غداً ، قالوا : حسبك قد أسمعتهم ما يكرهون .
معلومة عن مكة المكرمة والمدينة المنورة :
شاع في العصور المتأخرة قولهم ( مكة المكرمة ) و ( المدينة المنورة ) وهما أي ” المكرمة و المنورة ” وصفان مناسبان لكن لا يعرف ذلك عند المتقدمين من المتقدمين من المؤرخين وغيرهم وهو على ما يظهر – من محدثات الأعاجم الترك إبان نفوذهم على الحرمين .
الضرب والشتم حيلة الجهال المتعصبين :
إن كفار قريش ، لم يفكروا في مناقشة ما يسمعون من الآيات القرآنية التي كان يتلوها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، بل كانوا يتهمونه بالكذب تارة أو بالجنون أو بالسحر ويضربون من يجهر بالقرآن ، وهذا سلاح الضعيف الجاهل ، إن رسول الله كان يعيب آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله ويقول : إنها أصنام صنعتموها بأيدكم وهي لا تنفع ولا تضر ولا تسمع ولا تبصر ، فاتركوها واعبدوا الله خالق السماوات والأرض ويعدد لهم صفاته وقدرته جل وشأنه ، فلولا رسوخ العقيدة الباطلة في نفوسهم والعقائد الباطلة القديمة ، تشل عقل معتنقيها ، نقول لولا رسوخ العقيدة ، لحكموا عقولهم ، وبادروا إلى الإيمان بالله ، لكن عز عليهم أن يأتي رجل منهم ويتهمهم بالكفر والضلال ، ويعيب تلك الآلهة القديمة التي وجدوا آباءهم وأجدادهم يسجدون لها ويقدمون لها الذبائح والهدايا ، فالتجأوا إلى الضرب والشتم ، وهذا شأن كل جاهل متعصب ، ولما دخل رسول الله مكة فاتحاً وأمر بهدم تلك الأصنام التي كانوا يعتقدون أنها مقدسة لا يقدر أحد على إيصال الأذى إليها ، وهدمت بالفعل ووجد أن لا حول لها ولا قوة وقتل من كان فيها من المشعوذين ، أيقنوا أنهم كانوا في ضلال مبين فقال الرسول ( جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ) الاسراء ، فاللهم طهر قلوبنا من الشرك وأمتنا مسلمين .
– انتهى –
فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” عليه الصلاة والسلام “
المراجع :
– من كتاب الرحيق المختوم للمؤلف الشيخ صفي الدين المباركفوري رحمه الله – فصل: أمر القيام بالدعوة إلى الله وموادها + أدوار الدعوة ومراحلها .
– من كتاب خصائص جزيرة العرب للمؤلف د / بكر أبو زيد رحمه الله .
– من كتاب السيرة النبوية للمؤلف الأستاذ محمد رضا رحمه الله – فصل : عبد الله بن مسعود أول من جهر بالقرآن + الضرب والشتم حيلة الجهال المتعصبين .