بسم الله الرحمن الرحيم
قطوف من السيرة المحمدية
على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم
” العناوين “
قريش تفاوض أبا طالب في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المفاوضة الأولى ، المفاوضة الثانية ، المفاوضة الثالثة ، تعذيب المسلمين ، المراجع .
” التفاصيل “
قريش تفاوض أبا طالب في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المفاوضة الأولى :
لما رأت قريش أن أبا طالب قد قام دون النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلمه لهم ، مشى رجال من أشرافهم إلى أبي طالب : عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب ، والوليد بن المغيرة ، وأبو جهل بن هشام ، والعاص بن وائل السهمي ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، وغيرهم ،
فقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا ، فإما أن تكفه عنا وإما تخلي بيننا وبينه فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فقال لهم أبو طالب قولاً جميلاً وردهم رداً رقيقاً فانصرفوا عنه ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هو عليه ، هذه هي المفاوضة الاولى
لكنها لم تُثمر شيئا ، إذ ظل الرسول يدعو إلى عبادة الله كما كان .
المفاوضة الثانية :
ثم لما تباعد الرجال وتضاغنوا ، و أكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكروا في مفاوضة أبي طالب مرة أخرى ، فمشوا إليه وقالوا : يا أبا طالب إن لك سناً وشرفاً ومنزلة فينا وأنا قد اشتهيناك أن تنهي ابن أخيك فلم تفعل ، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آلهتننا وآبائنا ، وتسفيه أحلامنا حتى تكفه عنا ، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين ، أو كما قالوا ، ثم انصرفوا عنه ، ومعنى ذلك أنهم هددوا أبا طالب في هذه المرة ، وأظهروا له العداوة ، فعظم عليه فراق قومه ، وعداوتهم له ، ولم تطب نفسه بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وخذلانه ، فبعث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ما قالت قريش وقال له ، أبق على نفسك وعلي ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق ، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه قد خذله وضعف في نصرته فقال له ) يا عماه والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ) ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام ، فلما ولى ناداه أبي طالب فأقبل عليه وقال : اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت فو الله لا أسلمك لشيء أبداً ، فتدبر أيها القارئ في قوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك القوة المعنوية العظيمة أمام شعب معاد معاند وشدة تمسكه بمبدئه إلى النهاية .
المفاوضة الثالثة :
أصر أبو طالب على الدفاع عن ابن أخيه قياماً بالواجب على نحو من تربى في كفالته ونشأ في بيته وعملاً بالمروءة ، ولكنه مع ذلك بقي على دينه ولم يعتنق الإسلام لذلك وصارت مهمته شاقة ومركزه حرجاً فأمامه قريش متعصبة لدينها وقد أغضبها قيام محمد صلى الله عليه وسلم بنشر الإسلام ومحاربة الأصنام ، وصاحب الدعوة لا يثنيه عن القيام بما أمر به سخرية ساخر أو اضطهاد مضطهد ، فلو أن أبا طالب أسلم لكان دفاعه أعظم وحجته أبلغ أمام العرب وأحكم ، لكنه ظل على دين آبائه ودافع عن رسول الله لا عن عقيدة بل أداء لواجب القرابة ، وفي هذه المرة مشوا إلى أبي طالب بعمارة بن الوليد ، فقالوا : يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد فتى قريش وأشعرهم وأجملهم فخذه فلك عقله ونصرته فاتخذه ولداً وأسلم لنا ابن أخيك هذا الذي سفه أحلامنا وخالف دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك نقتله فإنما رجل برجل ، فقال : والله لبئس ما تسومونني ! ! أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه ؟ هذا والله لا يكون أبداً ، فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف : لقد أنصفك قومك وما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً ، فقال : والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم عليّ فاصنع ما بدا لك ، وكل عاقل يرى أن ما عرضته قريش على أبي طالب في غاية السخف لكنهم كانوا يتلمسون الحيل للخلاص من صاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم بأي حال ، فلما يئسوا من إجابة طلبهم اشتدت قريش على من أسلم فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ، وقام أبو طالب في بني هاشم فدعاهم إلى منع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابوا إلى ذلك .
تعذيب المسلمين :
أخذت قريش تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وتؤذي من آمن به حتى عذبوا جماعة من المستضعفين عذابا شديدا يدل على مبلغ تعصبهم وقسوتهم . فمن الذين عذبوا لأجل إسلامهم :
- بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه .
- عمّار بن ياسر ( وأبوه وأمه سمية ) رضي الله عنهم .
- خبّاب بن الأرت رضي الله عنه .
- أبا يحيى صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه .
- عامر بن فهيرة رضي الله عنه .
- لبيبة جارية بني مؤمل بن حبيب بن كعب رضي الله عنها .
– انتهى –
فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” عليه الصلاة والسلام “
المراجع :
– من كتاب محمد صلى الله عليه وسلم للمؤلف أ . محمد رضا رحمه الله – فصل : قريش تفاوض أبا طالب في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المفاوضة الأولى ، المفاوضة الثانية ، المفاوضة الثالثة ، تعذيب المسلمين .