من القصص المتداولة والتي حدثت في عهد ملوك الطوائف قصة زرقاء اليمامة المعروفة وهذه القصة كما يلي :
عندما قصد بقية طسم حسان بن تُبع ملك اليمن آنذاك استنصروه فسار إلى اليمامة ، فلما كان منها على قٌرب قال له بعضهم إن لي أختاً متزوجة من جُديس يقال لها اليمامة ، تُبصر الراكب من مسيرة ثلاث ، وإني أخاف أن تنذر القوم بك ، فمُر أصحابك ، فليقطع كل رجل منهم شجرةً ، فليجعلها أمامه . فأمرهم حسان بذلك ، فنظرت اليمامة فأبصرتهم ، فقالت لجديس : لقد سارت إليكم حمير . قالوا وما ترين ؟ قالت : أرى رجلاً في شجرة ، معه كتف يتعرّقها ، أو نعل يخصفها ؛ وكان كذلك ، فكذّبوها ، فصبّحهم حسان فأبادهم ، وأُتي حسان باليمامة ففقأ عينها ، فإذا فيها عروق سود ، فقال : ما هذا ؟ قالت : حجر أسود كنت أكتحل به ، يقال له الإثمد ، وكانت أول من اكتحل به . وبهذه اليمامة سُميت اليمامة ، وقد أكثر الشعراء ذكرها في أشعارهم . انتهى .
المرجع :
الكامل في التاريخ .
للمؤلف :
الإمام عز الدين ابن الأثير .
ط / المكتبة العصرية .
” ج 1 / 254 – 255 ” .
فصل :
ذكر طسم وجديس وكانوا أيام ملوك الطوائف .