أثنى الله سبحانه وتعالى في آيات عدة في محكم كتابه على عباده الذين يحبونه ويحبون رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد قيل أن المحبة توجب سفر القلب نحو المحبوب . لذا فإن للمحبة أربع محّكات نضعها بين يديك :
الأول : عند أخذ المضطجع وتفرغ الحواس وسكون الجوارح فإنه لا ينام إلا على ذكر من يحبه .
الثاني : عند الانتباه من النوم فأول شيء يسبق إلى القلب ذكر محبوبه الذي كان قد غاب عنه في النوم .
الثالث : عند الدخول في الصلاة فإنها المحكّ الأساس وميزان العبد ومقامه ومقدار قربه من الله ونصيبه منه فإنها محل المناجاة والقربة لا واسطة فيها بينه وبين ربه فلا شيء أقر للعين ولا ألذ للقلب من مناجاته لربه .
الرابع : عند الشدائد والأهوال فإن القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده . انتهى .
الشاهد :
قال الله تعالى : ” وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ” . (165) سورة البقرة .
المرجع :
طريق الهجرتين وباب السعادتين .
الإمام ابن قيم الجوزية .
ط / مكتبة نزار مصطفى الباز .
” ص 261 – 263 ” .
فصل :
في تقسيم الناس من حيث القوة العلمية والعملية .
بتصرف .