يحكى أنّ جماعةً من النصارى تحدثوا بينهم فقال قائلٌ منهم : ما أقلّ عقول المسلمين يزعمون أن نبيهم كان راعي غنم ! فكيف يصلح راعي الغنم للنبوة ؟ فقال له آخر من بينهم : أمّا هم فواللهِ أعقلُ منّا ، فإنّ الله بحكمته يسترعي النبيَّ الحيوان البهيم ، فإذا أحسن رعايته والقيام عليه نقله منه إلى رعاية الحيوان الناطق ، حكمةً من الله وتدريجاً لعبده ، ولكن نحن جئنا إلى مولودٍ خرج من امرأةٍ يأكل ويشرب ويبول ويبكي ، فقلنا : هذا إلهنا الذي خلق السماوات والأرض فأمسك القوم عنه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم ” فقال له أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟
فقال : ” كنت أرعاها على قراريطَ لأهلِ مكة “. رواه البخاري في صحيحه. انتهى.
الشاهد :
مَن هو قليلُ العقل إذاً ؟
المراجع :
مفتاح دار السعادة ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار طيبة الخضراء ـ دار ابن حزم ” 154 ” ، الأصل الأول في العلم وفضله وشرفه ” الوجه 86 ” .
البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ” ج 2 / ص 543 ” ، باب ما كان يشتغل به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوج خديجة . بتصرف .