في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” فضل العالِم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ” .
قيل : كيف وضع تشبيه العالِم بالقمر دون الشمس ، وهي أعظم نوراً ؟
قيل : فيه فائدتان :
- أن نور القمر لما كان مستفاداً من غيره كان تشبيه العالِم الذي نوره مستفاد من شمس الرسالة بالقمر أولى من تشبيهه بالشمس .
- أن الشمس لا يختلف حالها مع نورها ، ولا يلحقها محاق ، ولا تفاوت في الإضاءة ، وأما القمر فإنه يقل نوره ويكثر ، ويمتلئُ وينقص ، كما أن العلماء في العلم على مراتبهم من كثرته وقلته ، فيُفضل كل منهم في علمه بحسب كثرته وقلته وظهوره وخفائه ، كما يكون القمر كذلك ، فعالمٌ كالبدر ليلة تمامه ، وآخر دونه بليلة ثانية وثالثة ، وما بعدها إلى آخر مراتبه ، وهم دراجاتٌ عند الله .
المرجع :
مفتاح دار السعادة .
الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله .
ط / دار طيبة الخضراء ، دار ابن حزم .
” ص 94 ” . الأصل الأول في العلم وفضله وشرفه .
بتصرف .