المعافي بن زكريا بن يحي المعروف بابن طراز ” الجريري ” ، عرف عنه أنه اشتغل على ابن جرير الطبري ، وسلك وراءه في مذهبه فنسب إليه . وكان عالماً فاضلاً كثير الآداب والتمكّن في أصناف العلوم ، وله مصنفات كثيرة منها كتابه المسمى بالجليس والأنيس ، وفيه فوائد كثيرة جمّة ، قال عنه أحد أئمة الشافعية : إذا حضر المعافي حضرت العلوم كلها . ذات مرة اجتمع جماعة من الفضلاء في دار بعض الرؤساء وفيهم المعافي فقالوا : هل نتذاكر في فنٍ من العلوم ؟ فقال المعافي لصاحب المنزل – وكان عنده كتب كثيرة في خزانة عظيمة – مُر غلامك أن يأتي بكتاب من هذه الكتب أي كتاب نتذاكر فيه . فتعجب الحاضرون من تمكنه وتبحره في سائر العلوم ، ومن جيد شعره :
ألا قل لمن كان لي حاسداً * أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله سبحانه * لأنك لا ترض لي ما وهب
فجازاك عني بأن زادني * وسد عليك وجوه الطلب . انتهى .
الشاهد :
لا تحسد أحداً على نعمةٍ هو فيها فالمعطي هو الله سبحانه .
المرجع :
البداية والنهاية .
الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله .
ط / دار الأخيار .
” ج 11 / ص 277 ”
فصل : الجريري المعروف بابن طراز .