بسم الله الرحمن الرحيم
مولدها ونسبها :
ولدت حفصة رضي الله عنها قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بخمس سنين في وقت كانت قريش تبني فيه الكعبة المشرفة حرمها الله.
والدها:
هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزى بن رِياح بن عبد الله بن قُرط بنَ رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي .
أمها :
هي زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن جذافة بن جمح .
أخوها :
هو عبد الله بن عمر لأبيه وأمه رضي الله عنهم جميعاً .
زواجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم :
تزوجت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خُنَيْس بن حُذافة السهمي وقد شهد بدراَ وأصابته جراح فهاجر بحفصة إلى المدينة ومات متأثراَ بجراحه وقيل إن إصابته كانت بأُحد لكن الأول أشهر .
زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم :
ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس ثلاثين من مهاجرة على القول الأول وبعد أُحد على القول الثاني .
عرض عمر حفصة على عثمان وأبي بكر بعد وفاة زوجها خنيس :
روى البخاري في باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير عن ابن شهاب قال: ((أخبرني سالم بن عبدالله: أنه سمع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يحدث: أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله صلى لله عليه وسلم فتوفي بالمدينة فقال عمر بن الخطاب :
أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال: سأنظر في أمري فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إليَّ شيئاً وكنت أوجد عليه مني على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى عليه وسلم فأنكحتها إياه.
وقت زواجها النبي صلى الله عليه وسلم:
وجاء في تاريخ ابن خيثمة عن أبي عبيدة معمر بن المثنى وقال: ((تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة اثنتين من الهجرة بالمدينة)) .
وقال الزهري : ((أخبرني رجل من بني سهم من أهل المدينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها سنة ثلاث)) .
طلاق النبي صلى الله عليه وسلم لها ومراجعتها :
روى أبو داود وابن ماجة عن عمر بن الخطاب والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم راجعها)) .
وروى ابن خيثمة والطبراني عن قيس بن الزبير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت وقالت: والله ما طلقني عن شبع فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجلببت فقال: ((قال لي جبريل: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة)) .
وعن أنس رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد طلقت حفصة وهي صوامة قوّامة وهي زوجتك في الجنة)) .
وأورد أبو نعيم في حلية الأولياء وأخرج الطبراني في الكبير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :
(( طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فبلغ ذلك عمر فحثا على رأسه التراب وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم من الغد وقال: إن الله تعالى يأمرك أن تراجع حفصة رحمة بعمر )) .
ثم أراد ان يطلقها ثانية فقال له جبريل: لا تطلقها فإنها صوّامة قوّامة)) .
توعد عمر بمقاطعتها:
وأورد ابن حجر في الإصابة: أن عمر بن الخطاب دخل على ابنته حفصة فوجدها تبكي فقال لها :
(( لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلقك؟ إن كان قد طلقك مرة ثم راجعك من أجلي فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبداً)) .
من كتاب نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم
للمؤلف محمود حلبي
فضلاً وليس أمراً قل ( اللهم تقبل من الحجيج حجهم )