أولاً : قال : حدثنا مالك بن دينار قال : لما ولي عمر بن عبد العزيز رحمه الله قالت رعاة الشاة في ذروة الجبال : من هذا الخليفة الصالح الذي قد قام على الناس ؟ فقيل لهم : وما علمكم بذلك ؟ قالوا : إنا إذا قام على الناس خليفة صالح كفت الذئاب والأسد عن شاننا .
ثانياً : قال : حدثنا حسن القصار قال : كنت أحلب الغنم في خلافة عمر بن العزيز فمررت براع وفي غنمه نحو من ثلاثين ذئباً فحسبتها كلاباً ولم أكن رأيت الذئاب قبل ذلك فقلت : يا راعي ! ما ترجو بهذه الكلاب كلها ؟ فقال : يا بني : إنها ليست كلاباً أنما هي ذئاب فقلت سبحان الله ذئب في غنم لا يضرها ؟ فقال يا بني ! إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس وكذلك في خلافة عمر بن عبد العزيز .
ثالثاً وأخيراً : قال : حدثنا موسى بن أعين قال : كنا نرعى الشاء بكرمان في خلافة عمر بن عبد العزيز فكانت الشاء والذئب ترعى في مكان والله واحد فبينما نحن ذات ليلة ، إذ عرض الذئب لشاة فقلت : ما نرى الرجل الصالح إلا قد هلك ، قال حماد : فحدثني هذا أو غيره أنهم حسبوا، فوجده قد مات في تلك الليلة . انتهى . فلله درك يا عمر .
المرجع :
سيرة ومناقب عمر بن العزيز ، الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، ط / دار المنار ” ص 56 ، 57 ” ، الباب السابع عشر : في ذكر سيرته وعدله في رعيته ، بتصرف .