الرياح ثمانية : أربعة منها رحمة وأربعة عذاب :
فأما الرحمة : فالناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات .
وأما العذاب : فالعقيم والصرصر وهما في البر والعاصف والقاصف وهما في البحر .
وبالجملة : فحياةُ ما على الأرض من نباتٍ وحيوانٍ بالرياح ؛ فإنه لولا تسخير الله لها لعباده لذوى النبات ومات الحيوان وفسدت المطاعم وأنتن العالم وفسد . ألا ترى إذا ركدت الرياح كيف يحدث الكرب والغم الذي لو دام لأتلف النفوس ، وأسقم الحيوان ، وأمرض الأصحّاء ، وأنهك المرضى ، وأفسد الثمار ، وعفن الزرع ، وأحدث الوباء في الجو ! فسبحان من جعل هبوب الرياح تأتي بروحه ورحمته ولطفه ونعمته . انتهى .
فهل تفكرنا في هذه النعمة التي لا نشعر بها .
المراجع :
*من كتاب تفسير القرآن العظيم .
للمؤلف :
الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله .
تفسير قوله تعالى ( ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون ) سورة الروم آية رقم (51 ) .
” ج 4 / ص 79 “
طبعة : مكتبة الرشد .
*من كتاب مفتاح دار السعادة .
فصل في التأمل بالهواء ومنافعه .
طبعة : دار ابن حزم ” ص 302 – 303 “
*من كتاب قل انظروا .
فصل أثر الهواء والرياح في الحياة .
طبعة : دار ابن حزم ” ص 156 – 157 “
للمؤلف :
الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله .