قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله : اعلم أن الفصاحة خلوص الكلام من التعقيد ، وأصلها من قولهم أفصح اللبن إذا أخذت عن الرغوة ، واختلف الناس في الفصاحة ، والذي يُرى في ذلك أن الفصيح هو اللفظ الحسن المألوف في الاستعمال بشرط أن يكون معناه المفهوم منه صحيحاً حسناً ، ومن المستحسن في الألفاظ تباعد مخارج الحروف ، فإذا كانت بعيدة المخارج جاءت الحروف متمكنة في مواضعها غير قلقة ولا مكدودة ، وقيل : إن هذا البيت لا يمكن تكراره في الغالب 10 مرات متوالية إلا ويغلط فيه لأن القرب في المخارج يحدث ثقلاً في النطق به ، قال الشاعر :
وقبر حرب بمكان قفر * وليس قرب قبر حرب قبرُ .
انتهى .
الشاهد :
جربّ أن تقوله إن استطعت !
المرجع :
المستطرف في كل فنٍ مستظرف ، شهاب الدين الأبشيهي رحمه الله ، ط / دار الكتب العلمية ” 49 ” ، الباب السابع ، بتصرف .