حالُ الدنيا والرزق

الملك العادل نور الدين أبو القاسم محمود بن الملك الأتابك ، نشأ في كفالة والده صاحب حلب والموصل وغيرهما من البُلدان ، وتعلم القرآن والفروسية والرمي ، وكان شهماً شُجاعاً ذا هِمة عالية ، قال ابن الأثير عنه : لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الملك نور الدين ، ولا أكثر تحرّياً للعدل والإنصاف منه ، وقال أيضاً هو أول من ابتنى داراً للعدل ، وأول من بنى داراً للحديث.
ركب الملك نور الدين يوماً مع بعض أصحابه والشمس في ظهورهما والظلّ بين أيديهما لا يدركانه ثم رجعا فصار الظلّ وراءهما ثم ساق فرسه سوقاً عنيفاً وظلّه يتبعه ، فقال لصاحبه : أتدري ما شبهت هذا الذي نحن فيه ؟ شبهت بالدنيا تهرب ممن تطلبها ، وتطلب من تهرب منها ، وقد أنشد بعضهم في هذا المعنى :
مثلُ الرزقِ الذي تطلبه * مثلُ الظلّ يمشي معكْ
أنتَ لا تُدركهُ مُستعجلاً * فإذا وليتَ عنهُ تبعكْ
الشاهد :
الدنيا تهربُ من طالبها والرزقُ يطلبُ صاحبه.
المرجع :
البداية والنهاية الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ” 12 / 561 ، 562 ” ، فصل : وفاة الملك نور الدين محمود بن زنكي ، بتصرف.
انستقرام : dramy2010
صورة رقم : 562
💎💎💎
تليجرام : { قناة معلومة موثقة }
https://t.me/dramy2010

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *