في هذه المسألة قولان للعلماء – هما روايتان عن الإمام أحمد – وهما : هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمُغتاب ، أمّ لا بدّ من إعلامه وتحليله ؟
الصحيح في ذلك ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيّمية رحمه الله أنّه لا يحتاج إلى إعلامه ، بل يكفيه الاستغفار له وذِكرُهُ بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها.
الذين قالوا : لا بدّ من إعلامه فهذا قد يكون عكس مقصود الشارع ، فإنّه يُوغِرُ صدْرَ أخيه المُسلم ويُؤذيه إذا سمع ما رُميَ به ، ولعلّهُ يُهيّج عداوته ولا يصفو له أبداً ، وما كان هذا سبيله ، فإنّ الشارع الحكيم لا يُبيحُهُ ولا يُجوّزه ، فضلاً عن أن يُوجبه ويأمر به ، ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها ، لا على تحصيلها وتكميلها ، انتهى.
الشاهد :
قال الله تعالى : { …وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (31) سورة النــور.
المرجع :
الوابل الصيّب ، الإمام ابن قيمّ الجوزية رحمه الله ، ط / دار ابن حزم ” 189 ، 190 ” ، الفصل 65 ، بتصرف.
انستقرام : dramy2010
صورة رقم : 531