من نِعمَ الله على عبده أن يُعرفه مقدار نعمة معافاته وفضله في توفيقه له وحفظه إياه ، فإن من تربى في العافية لا يعلمُ ما يقاسيه المُبتلى ، ولا يعرف مقدار النعمة ، فلو عرف أهل طاعة الله أنهم هم المُنعم عليهم في الحقيقة ، وأن لله عليهم من الشكر أضعاف ما على غيرهم ، فهم أهل النعمة المطلقة ، وأنّ من خلى الله بينه وبين معاصيه فقد سقط من عينه ، وهان عليه ، وأن ذلك ليس من كرامته على ربه – وإن وسع الله عليه في الدنيا ومد له من أسبابها – فإنهم أهل الابتلاء على الحقيقية ، انتهى .
الشاهد :
اللهم أدم علينا نعمك ووفقنا لشكرها ، اللهم آمين.
المرجع :
مفتاح دار السعادة ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار طيبة الخضراء ، دار ابن حزم ” 410 ، 411 ” ، فصل : في نعمة العافية ، بتصرف.