في سنة 28 هـ كان فتح قُبرص على يد معاوية رضي الله عنه ، وكان معاوية قد لجّ على عمر بن الخطاب رضي الله عنه في غزوة البحر ، فكتب عمر إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه طالباً أن يصف له البحر وراكبه ، فكتب إليه عمرو بن العاص : إني رأيت خلقاً كبيراً يركبه خلقٌ صغير ، ليس إلا السماء والماء ، إن ركد خرّق القلوب ، وإن تحرك أزاغ العقول ، يزداد فيه اليقين قلة ، والشكّ كثرة ، هم فيه كَدودٍ على عود ، إن مال غَرِق ، وإن نجا بَرِق . فلما قرأه كتب إلى معاوية : والذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحقّ لا أحمل فيه مسلماً أبداً ، وقد بلغني أنّ بحر الشام يُشرف على أطول شيء من الأرض ، يستأذن الله في كل يوم وليلة في أن يُغرق الأرض ، فكيف أحمل الجنود على هذا الكافر المستعصب ! وتالله لمُسلمٌ أحبّ إليّ ممّا حَوَت الروم. انتهى.
الشاهد :
قال الله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (12) سورة الجاثية.
المرجع :
الكامل في التاريخ ، الإمام ابن الأثير رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ، ” 2 / 355 ” ، ذكر فتح قبرص ، بتصرف.
انستقرام : dramy2010
صورة رقم : 420