16. قطوف من السيرة المحمدية . معجزات الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام .

بسم الله الرحمن الرحيم

قطوف من السيرة المحمدية

على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم

 ” العناوين “

معجزات الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام ، محاولة فاشلة في الإتيان بمثل هذا القرآن ، زعماء قريش يتشاورون في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وتلفيق التهم له ، طبيب يريد أن يرقي النبي صلى الله عليه وسلم من الجنون حسب زعمهم ، المراجع .

” التفاصيل “

معجزات الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام :

قال كثير من العلماء : بعث  الله كل نبي من الأنبياء بما يناسب أهل زمانه ، فكان الغالب على زمان موسى عليه السلام السحر وتعظيم السحرة ، فبعثه الله بمعجزة بهرت الأبصار وحيرت كل سحار ، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار انقادوا للإسلام وصاروا عباد الله الأبرار .

وأما عيسى عليه السلام ، فبعث في زمن الأطباء وأصحاب علم الطبيعة فجاءهم من الآيات بما لا سبيل لأحد إليه إلا أن يكون مؤيدا من الذي شرع الشريعة ، فمن أين للطبيب قدرة على إحياء الجماد أو مداواة الأكمه والأبرص ، وبعث من هو في قبره رهين إلى يوم التناد .

 أما محمد عليه الصلاة والسلام بعث في زمان الفصحاء والبلغاء ونحارير الشعراء ، فأتاهم بكتاب من الله  عز وجل ، لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله أو بسورة من مثله  لم يستطيعوا أبدا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، وما ذاك إلا لأن كلام الرب عز وجل لا يشبه كلام الخلق أبدا .

محاولة فاشلة في الإتيان بمثل هذا القرآن :

نكتفي بذكر أنموذج واحد وهو من أشهر النماذج عليه من الله ما يستحق ألا هو مسيلمة الكذاب :

حيث جاء بقرآن يضحك الناس :

 مثل قوله : ( يا ضفدع بنت ضفدعين نقي ما تنقين ، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين ) .

وقوله : ( شاة سوداء تحلب لبناً أبيض ، فنهتك ستره في هذه الفصاحة ، ثم مسح بيده على رأس الصبي  فذهب شعره ، وبصق في بئر فيبست ) . انتهى .

 ( سبحانك هذا بهتان عظيم )

زعماء قريش يتشاورون في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وتلفيق التهم له :

خشيت قريش أن ينتشر الاسلام وينتصر النبي صلى الله عليه وسلم بدينه على الأصنام ، فاتفقوا على إطلاق اسم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفر القبائل منه ، ويشوه سمعته ، ويكون عقبة في سبيل نشر دعوته .

، ذلك أن الوليد بن المغيرة احتج إليه نفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم فقال لهم ، يا معشر قريش إنه قد حضر هذا الموسم ، وأن وفود العرب ستقدم عليكم فيه ، وقد سمعوا  بأمر صاحبكم هذا فأجمعوا فيه رأيا واحداً ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاَ ، ويرد قولكم بعضه بعضاً ، فقالوا : فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأيا نقل به ، قال : بل أنتم قولوا أسمع :

قالوا : نقول كاهناً ، قال : والله ما هو بكاهن ، لقد رأيت الكهان ما هو بزمزمة الكاهن .

قالوا : فنقول مجنون ، قال : ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته .

قالوا : فنقول شاعر، قال : ما هو بشاعر ، لقد عرفنا الشعر كله رجزه ، وهزجه ، وقريضه ، مقبوضة ، ومبسوطة فما هو بالشعر .

 قالوا : فنقول ساحر ، قال : ما هو بساحر ، لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده .

 قال فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ قال : والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لعذق ، وإن فرعه لجناة ، وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وأن أقرب القول لأن تقولوا ساحر جاء بقول هو سحر يفرق بين المرء وأبيه ، وبين المرء وأخيه ، والمرء وزوجته ، وبين المرء وعشيرته ، فتفرقوا عنه بذلك ، فجعلوا يجلسون بسبل الناس حين قدموا الموسم لا يمر أحد إلا حذروه إياه ، لكن النتيجة جاءت عكس ذلك فقد انتشر ذكره صلى الله عليه وسلم في بلاد العرب .

طبيب يريد أن يرقي محمدا – صلى الله عليه وسلم – من الجنون حسب زعمهم :

وقد كان ضماد بن ثعلبه الأزدي صديقاً للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وكان رجلاً يتطيب ويرقي ويطلب العلم ، فسمع سفهاء أهل مكة يقولون : إن محمداً مجنون ، فجاءه وقال : إني راق فهل بك من شيء فأرقيك ؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله ( الحمد لله نحمده ونستعينه ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد ) فقال له ضماد : أعد عليً كلماتك هؤلاء ، فأعادهن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ، فقال : والله لقد سمعت قول الكهنة ، وسمعت قول السحرة ، وسمعت قول الشعراء ، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات لقد بلغت ناعوس البحر فمد يدك أبايعك على الإسلام ، فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه وأسلم .

وهكذا أخفق مسعاهم وسقط إفكهم والحسود لا يسود ، والكذب لا تقوم له قائمة فلا بد أن يسود الحق ويكتسح الباطل أمامه .

انتهى –

                                   فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” عليه الصلاة والسلام “

المراجع :

–        من كتاب تفسير القرآن العظيم للمؤلف الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله – الجزء الأول ، تفسير سورة آل عمران ، آية رقم 49 .

–        من كتاب صيد الخاطر للمؤلف الإمام ابن الجوزي رحمه الله –  فصل : في أخبار مدعي النبوة .

–   من كتاب محمد صلى الله عليه وسلم للمؤلف محمد رضا رحمه الله – فصل : القرآن يحيّر ألباب العرب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *