إذا أكرمك الناس لمالٍ أو سلطانٍ فلا يُعجبنك ذلك ، فإن زوال الكرامة بزوالهما ، ولكن ليعجبك إن أكرموك لعلمٍ أو دين .
وبالمثال يتضح المقال :
قدم عبدالله بن المبارك مرة الرقة وبها هارون الرشيد ، فلما دخلها احتفل الناس به وازدحموا حوله ، فأشرفت أم ولد الرشيد من قصر هناك فقالت : ما للناس ؟ فقيل لها : قدم رجل من علماء خرسان يقال له عبدالله بن المبارك فانجفل الناس إليه . فقالت المرأة : هذا هو الملك ، لا ملك هارون الرشيد الذي يجمع الناس عليه بالسوط والعصا والرغبة والرهبة . انتهى.
الشاهد :
قال الله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } .
المراجع :
مفتاح دار السعادة ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه ، ط / دار طيبة الخضراء ، دار ابن حزم
” ص 193 ” ، فصل : تخريج حديث قوله صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم ” الوجه 40 “.
البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار “ج 10/ص 432”.
فصل : عبدالله بن المبارك ، بتصرف.