رأيت الناس يوم العيد ، فشبّهت الحال بالقيامة ، فإنهم لما انتبهوا من نومهم خرجوا إلى عيدهم كخروج الموتى من قبورهم إلى حشرهم ، فمنه من زينته الغاية ، ومركبه النهاية ، ومنهم المتوسط ، ومنهم المرذول ، وعلى هذا أحوال الناس يوم القيامة. قال الله تعالى : ” يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ” ” مريم : 85 ” أي : ركباناً ، ” ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ” ” مريم : 86 ” أي : عطاشاً. وقال عليه الصلاة والسلام : ” يُحشرون ركباناً ومشاة وعلى وجوههم ” ، ومن الناس من يُداس في زحمة العيد ، وكذلك الظلمة يطؤهم الناس بأقدامهم في القيامة ، ومن الناس يوم العيد الغني المتصدق ، وكذلك يوم القيامة أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، ومنهم الفقير السائل فقد يُعطى : ” أعددت شفاعتي لأهل الكبائر ” ، ومنهم من لا يُعطف عليه : ” فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم ” ” الشعراء : 100 ، 101 “. انتهى.
الشاهد :
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، اللهم آمين !
المرجع :
صيد الخاطر ، الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، ط / اليمامة ” 494 ” ، فصل : يوم العيد ويوم القيامة ، بتصرف.