قال أبو الحسن القصّاب : دخلت أنا وجماعة معي إلى المشفى ببغداد ، فرأينا شابّاً مجنوناً شديد الهَوَس ، فولعنا به ، فردّ بفصاحةٍ ، وقال : انظروا إلى شعور مطرّرة ، وأجسادٍ مُعطّرة. فقلت : أتعرف شيئاً مِنْ العِلم فنسألك ؟ قال : نعم ، إنّ عندي عِلماً جمّاً ، فاسألوني. فقال بعضنا : مَنْ الكريم في الحقيقة ؟ قال : مَنْ رُزقَ أمثالكم ، وأنتم لا تُساوون ثُومة. فأضحكَنَا. فقال آخر : مَنْ أقلّ النّاس شُكراً ؟ فقال : مَنْ عُوفيَ مِنْ بليّة ثم رآها في غيره فترك الاعتبار ، فإنّ الشُكر عليها واجب. فأبكانا بعد أن أضحكَنَا. فقُلنا : ما الظّرف ؟ قال : خِلاف ما أنتم عليه. ثم قال : اللهمّ إن لم تردّ عقلي ، فردّ يدي لأصفع كلّ واحدٍ مِنهم صَفعة ! فتركناه وانصرفنا ، انتهى.
الشاهد :
لا تُعرض نفسك للإحراج.
المصدر :
الكامل في التاريخ ، الإمام ابن الأثير رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ” 7 / 458 ” ، فصل : سنة عشر وأربعمائة ، بتصرف.
انستقرام : dramy2010
صورة رقم : 634
💎💎💎
تليجرام : { قناة معلومة موثقة }
https://t.me/dramy2010