قطوف من سيرة الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

” من لم يجلس في الصغر حيث يكره ، لم يجلس في الكبر حيث يحب ”

– عبد الله بن عباس رضي الله عنه –

الشيخ ورجل الأعمال : سليمان بن عبد العزيز الراجحي

قصة القروش التي أصبحت مليارات

لا يوجد سعودي – وربما عربي – لم يسمع باسم ” الراجحي ” ذلك الاسم الذي دخل أغلب المجلات الصناعية والزراعية والمصرفية والخيرية وقد كان للشيخ سليمان الراجحي أثر عظيم في رفع اسم عائلته إلى القمة مشاركا بهذه المهمة إخوانه وأقاربه .

سيرة الشيخ سليمان الراجحي تتعدى كونها سيرة رجل أعمال فهو رجل أعمال كبير يقل أمثاله وإنسان آمن بربه فجعل ذلك الإيمان نبراسا يهتدي به في هذا الحياة وهو رجل وطني سعى لخدمة وطنه بكل فرصة أتيحت له وهو رجل عبقري له العديد من الابتكارات والأفكار التي تنم عن فطنة وذكاء حاد .

لم أستمتع بكتابة أي سيرة من سير أشخاص هذا الكتاب بالقدر الذي استمتعت به وأنا أكتب سيرة الشيخ سليمان الراجحي فسيرته خليط متناسق من أسمى معاني الإيمان والكفاح والإقدام والتجربة والتضحية والصدق وحب الوطن وحب الخير والإحسان .

فمع سيرة الشيخ سليمان الراجحي لنستمتع ونستفيد …

ولد الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي في البكيرية حوالي عام 1350هـ لأسرة فقيرة متدينة ملتزمة بتعاليم الإسلام ، الأمر الذي أثر في الشيخ سليمان تأثيرا كبيرا .

وعند بلوغه السابعة من عمره انتقلت أسرته إلى الرياض بحثا عن لقمة العيش . وهناك قام والده بفتح متجر صغير من الخشب لبيع البشوت والملابس كما استأجر بيت طين بقيمة ريال واحد في السنة إلا أن هذا المبلغ لا يعد زهيدا ذلك الوقت إذ يضطر الأبناء – أحيانا – لجمع الحطب والجلة وبيعه في السوق ليعاونوا والدهم على دفع هذا الريال السنوي .

التحق الشيخ سليمان بالمدرسة كإخوته إلا أنه – وكما يقول عن نفسه – لم يكن جيدا بالدراسة لذا قام بترك المدرسة وهو بالصف الثاني الابتدائي .

ورغم تركه للمدرسة لم يعد الشيخ سليمان ” عاطلا ” إذ كان شغوفا بالعمل في طفولته على عكس أقرانه . كما أن ظروف حياته المبكرة ورغبته في مساعدة أهله جعلت الشيخ يبدأ العمل وهو في التاسعة من عمره وكان مما عمله في تلك الحقبة أنه كان يجمع الخشب التناثر من الجمال التي تحمله عندما تحتك ببعضها كذلك كان يقوم بجمع الجلة وبيعه ( والجلة روث الجمال اليابس ) .

وبعد هذه الأعمال البسيطة انتقل الشيخ إلى أعمال أكثر جدية وأكثر ربحا : إذ بدأ بنقل وبيع الجاز وكان يربح من هذا العمل قرشا ونصف القرش ثم يبيع ” تنكة ” الجاز بثلاثة قروش فيصير مردوده في اليوم أربعة قروش ونصف وهو مبلغ عال في ذلك الوقت قلّ أن يحصّله أحد آنذاك .

لم يستمر الشيخ على هذا العمل طويلا إذ انتقل إلى شراء الحلوى وبيعها في السوق على لوح من خشب يضعها عليه وكان مردود هذا العمل قرشين إلى ثلاثة قروش يوميا . لكن الشيخ رأى عدم جدوى هذا العمل فانتقل إلى حمل أمتعة الناس ونقلها لهم مقابل نصف قرش .

وعندما بلغ الشيخ الثالثة عشرة من عمره حصل تطور في مجال عمله إذ أقدم على شراء محاصيل المزارعين وبيعها في السوق .

ومن الأعمال التي عملها الشيخ في ذلك الوقت صناعة الطائرات الورقية من سعف النخل وكان الشيخ قد اشترى واحدة منها بقرش واحد من رجل كبير في السن كان يبيعها وقام الشيخ بتفكيكها ليعرف طريقة صنعها وبعد أن أتقن صناعتها أخذ يجمع سعف النخل ويبيعها بنصف قرش .

كما عمل الشيخ أعمالا كثيرة كالطبخ وصب الشاي والخدمة وغيرها من الأعمال الكثيرة التي تدل على أنه يؤمن بأن الإنسان ينبغي أن يبحث عن العمل الذي يلائمه ويستطيع من خلاله أن يحقق أقصى استفادة .

وعندما قارب عمر الشيخ الثامنة عشرة ألحّت والدته عليه أن يتزوج فلم يوافق الشيخ بداية إذ أنه لا يزال يبني نفسه وليس مستعدا للزواج إلا أنه وافق بعد الإلحاح الشديد من والدته . فقام الشيخ وجمع جميع ما يملك وخطب امرأة وتزوجها وقد استهلكت تكاليف الزواج كل ما يملك الشيخ فعاد الشيخ إلى نقطة الصفر . إلا أن أخاه الشيخ صالح عرض عليه أن يعمل لديه في الصرافة مقابل 1000 ريال شهريا والتكفل بمصاريفه اليومية هو وزوجته فوافق الشيخ وتحسنت أموره كثيرا .

وبعد أن جمع الشيخ مبلغا من المال شارك أخاه في عمله المصرفي . وعندما توسعت أعمالهما الصيرفية قررا إنشاء مصرف فكان أول ما تبادر إلى أذهانهم هو كيفية القيام بالعمليات المصرفية بطريق إسلامية . فتوكلوا على الله وأسسوا مصرف الراجحي الذي كان من أهم ركائزه هو وجود هيئة رقابة شرعية لها الحق في التدخل في كل شؤون المصرف بحيث لا يتم اتخاذ أي قرار في هذا المصرف دون أخذ فتوى كتابية من هذه الهيئة .

ومن أهم إنجازات الشيخ تأسيسه لـ ” دواجن الوطنية ” ذلك المشروع الرائد الذي أصبح – فيما بعد – أكبر مشروع من نوعه في الشرق الأوسط . ومما يذكر هنا أن الشيخ قام بزيارة لهذا المشروع في إحدى المرات فوجد بعض الدجاج يموت قبل الذبح وهذا مخالف لتعاليم الشريعة الإسلامية فسأل عن ذلك فأخبروه بأنهم لو قاموا بذبح الدجاج دجاجة دجاجة حسب الشريعة الإسلامية فلن يحقق أرباحا فأصر الشيخ بأن يتم ذبح الدجاج حسب تعاليم الشريعة الإسلامية وأبدى عدم ممانعته إن سبّب ذلك خسائر كبيرة فالأهم من ذلك – عنده – هو الالتزام بتعاليم الدين وعدم غش الناس . وبالفعل أصبح مشروع دواجن الوطنية – بسبب ذلك – مشروعا غير ربحي إذ بلغت خسائره نحو مليار ريال ( بعضها جراء تجميد المال ) .

إلا أن الله وفق الشيخ وبدأت الخسائر تتقلص فكانت الخسائر في السنة الأولى 50 مليون ثم 40 مليون في السنة الثانية ثم 30 مليون ثم 20 مليون في السنة الرابعة إلى أن تلاشت الخسائر تماما وأخذ المصنع يحقق الأرباح وأخذ يتقدم ليصبح أحد أكبر مشاريع الدواجن على مستوى العالم .

ومن عجائب توفيق الله للشيخ سليمان الراجحي أنه بعد بدئه بمشاريعه الزراعية أخذ عهدا على نفسه بأن تصبح كل منتجات مزارعه طبيعية 100% دون أي تدخلات كيميائية إلا أن ذلك لم يعجب المهندسين العاملين لديه إذ أصروا على أن اتخاذ هذه الإجراءات كفيل بانهيار المشروع وعدم جدواه الاقتصادية إلا أن الشيخ أصر على موقفه وذكّر هؤلاء المهندسين بأن هذه مزارعه وهم موظفون لديه وعليهم الانصياع لأوامره . وبالفعل سار المشروع بشكل جيد جدا وحصل زيت الزيتون المنتج في هذه المزارع على المركز الأول عالميا في أفضل زيوت الزيتون في العالم وأكثرها طبيعية وذلك بمسابقة دولية أقيمت في إيطاليا . إلا أن هذه الحال لم تدم طويلا إذ اكتشف المهندسون الزراعيون وجود حشرة تفسد المحصول مما يضطرهم لاستعمال المبيدات الحشرية المصنوعة من مواد كيميائية فأخبروا الشيخ بذلك فرفض رفضا قاطعا معتبرا هذا الإجراء غشا للناس إذ كيف نقول للناس : إن منتجاتنا طبيعية ونحن نرشها بالمبيدات ؟ وأصر الشيخ على موقفه وأصر المهندسون على موقفهم الذي أخذ يضعف أمام إرادة الشيخ باعتباره مالك المشروع وصاحب الأمر الأول والأخير فيه . وبعد أيام قلائل ورد اتصال إلى الشيخ يفيده بأن مهندسيه الزراعيين اكتشفوا حشرة أخرى في مزارعه إلا أن هذا الحشرة لا تفسد المحاصيل بل تقوم بقتل الحشرة الأولى المؤذية وكأن الله سبحانه أرسلها لعلمه بحسن نية الشيخ وارتضائه الخسارة مقابل الصدق مع الناس وعدم غشهم وخداعهم .

ومن مشاريعه الكبيرة أن أنشأ الشيخ سليمان الراجحي مزارع للربيان وكان مما واجهه في بداية هذا المشروع هو كيفية التخلص من فضلات الربيان فالشيخ – المحب للطبيعة – لم ترضه الطرق المتبعة بهذا الخصوص

فهي – من وجهة نظره – مضرة بالطبيعة فقام الشيخ بجولة حول العالم شملت أوروبا وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وذلك للبحث على أفضل الحلول لمشكلة فضلات الربيان .

إلا أن الشيخ سليمان لم تعجبه تلك الطرق التي رآها فقام بابتكار فكرة حصل بموجبها على العديد من الجوائز وأخذت بهذه الفكرة العديد من مزارع الربيان حول العالم . وهذه الفكرة تتلخص بأن تنشأ مزارع لأسماك خاصة تتغذى على فضلات الربيات بحيث يصب الماء الملوث بهذا الفضلات في أحواض تلك الأسماك ومن ثم رميه في البحر وقد حازت هذا الفكرة العبقرية على إعجاب الكثير من أصحاب مزارع الربيان حول العالم فأخذوا بها كما ذكرنا مسبقا .

معلومات عن الراجحي ومشاريعه :

يعد مشروع دواجن الوطنية هو الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وواحدا من المشاريع العملاقة على مستوى العالم في مجال إنتاج الدواجن والمواد الغذائية المشتقة منها . ويحتل المشروع رقعة تزيد عن 200 كلم مربع فيها قرية متكاملة بأقسامها الإنتاجية : مساكن ومساجد ومطاعم وطرق ومياه وكهرباء وشبكات الاتصال وقد بلغت التكلفة الإجمالية لهذا المشروع مع التوسعة حوالي 3 بليون ريال سعودي .

   يصل إنتاج دواجن الوطنية إلى 500 ألف دجاجة يوميا .

   يصل إنتاج دواجن الوطنية من بيض المائدة إلى مليون بيضة يوميا ومع انتهاء التوسعة الجديدة بإذن الله سوف يصل الإنتاج إلى 3 مليون بيضة يوميا .

حصة دواجن الوطنية 40 % من إجمالي مبيعات الدواجن في السوق المحلي في المملكة العربية السعودية .

حصة دواجن الوطنية 20 % من إجمالي مبيعات بيض المائدة في السوق المحلي في المملكة العربية السعودية .

20% من إجمالي إنتاج دواجن الوطنية يتم تصديره للخارج .

مصنع الأعلاف تبلغ طاقته الإنتاجية 1800 طن يوميا .

مصنع السماد تبلغ طاقته الإنتاجية 70 طن يوميا .

الشيخ سليمان الراجحي هو رئيس مجلس إدارة شركة نادك وهي من أكبر شركات الألبان في المنطقة .

يعتبر مصرف الراجحي ( شركة الراجحي المصرفية للاستثمار سابقا ) أحد الشركات المصرفية الكبرى المساهمة في المملكة العربية السعودية برأس مال سعودي 100% بدأته بـــ 750 مليون ريال سعودي ثم تضاعف رأس المال إلى 1500 مليون ريال سعودي ومن ثم إلى 2250 مليون ريال سعودي . وحقق المصرف ثالث أكبر الشركات السعودية والمصرف الأول عربيا والشركة الـ79 عالميا من حيث القيمة السوقية . وفي بداية عام 2006 رخّص البنك المركزي الماليزي لمصرف الراجحي أن يفتح له فرعا في ماليزيا ليتقدم المصرف بهذا الخطوة نحو العالمية .

تتراوح ثروة الشيخ الراجحي بين 8 و11 مليار دولار وهو أحد أثرى أثرياء العرب . ( ينفي الشيخ الراجحي ما تتداوله وسائل الإعلام حول ثروته ويقول : لم يطّلعوا على ثروتي لكي يجعلوني بين أثرياء العالم ) . تكفل الشيخ ببناء كلية للطب في مسقط رأسه البكيرية .

الشيخ سليمان الراجحي محسن كبير تكفل ببناء العديد من المساجد ومنها جامعة الكبير في مدينة الرياض الذي يعد أحد أكبر جوامع العالم بعد الحرمين الشريفين . كما للشيخ تبرعات جليلة في مجالات الخير كافة والدعوة وتحفيظ القرآن الكريم . ويحج المئات سنويا إلى بيت الله الحرام على نفقة الشيخ الخاصة . فجزاه الله خيرا ووفقه وبارك له في رزقه وأطال عمره ونفع به الإسلام والمسلمين .

لسان الشيخ سليمان الراجحي ينثر درا ثمينا حين ينطق فهو لسان إنسان تكتب تجربته في هذه الحياة بماء الذهب على لوح من فضة

وقد أحببت هنا أن أذكر مجموعة من أقواله التي تحكي إيمانه بالله تعالى وكفاحه وحبه للعمل لعل في ذكرها هنا نفعا للقارئ الكريم وتبيانا لشيء من سيرة الشيخ …

يقول الشيخ متحدثا عن استغلاله الأمثل لوقته : ” بتوفيق من الله كان لدي برنامج عمل لا أحيد عنه أبدا سواء أكان ذلك خلال عملي في الصرافة أو في مجالات الزراعة أو الصناعة أو في مشروع الدواجن فأنا أول من يأتي إلى مكان العمل وآخر من يخرج منه . ولا بد أن يكون صاحب العمل مهتما بعمله وأول ما أسست شركة الراجحي كنت أخرج من المنزل قبل الفجر و ” الساندوتش ” في جيبي وأدخل مكتبي قبل الموظفين بساعتين وأبدأ أعمل حتى كونت صروحي التجارية وأرسيت قواعدها ” .

ويقول حول كيفية تعامله مع الخسارة والفشل : ” العمل التجاري محفوف بالخسائر والأخطاء وأنا خلال مسيرتي تعرضت لأخطاء كثيرة وخسائر جمة ولكني لم أقف عندها مكتوف الأيدي بل عالجت الأخطاء والخسائر واستفدت منها كدروس وعبر . والفشل والنجاح متلازمان ومنها على سبيل المثال عمليات الترحيب والهدايا والكرم والضيافة التي كانت تقدم لنا في الخارج لا تتم من أجل الاحتفاء بنا وإنما تضاف لقيمة الصفقة التجارية . وأحث رجال الأعمال بتدارك هذه الشكليات وأشدد على عدم التعامل بالمال الحرام لأنه يقود للفشل فالتاجر يجب أن يهتم بالهللة قبل الريال وبالريال قبل الألف وبالألف قبل المليون ولا بد من الأمانة والمصداقية والخوف من الله في كل شيء ” .

ويذكر قصة تحكي عِظم توكله على الله : ” أرسلت صندوقا فيه 40,000 جنيه نيجيري وكان الجنيه النيجيري يعادل في ذلك الوقت الجنيه الإسترليني شحنته من جدة إلى بيروت ومنها إلى سويسرا فمر على الصندوق 40 يوما لم أعلم عنه شيئا ولم يكن مؤمّنا عليه فلم أقلق وكنت متوكلا على الله وبعد مدة وصل واستلمته كاملا ” .

ويقول الشيخ متحدثا عن حبه للعمل : ” لو كان الأسبوع 9 أيام لقضيتها في العمل فالعمل صحة ونشاط وقوة وسعادة وهو يُذهب الحزن من النفس فالله أعطانا العقل والعمر فيجب أن نستثمره في الطاعة والعمل في حد ذاته عبادة فيجب أن نحسنها ” .

ويقول منتقدا من يقول بأن الفرص في الماضي أكثر مما هي عليه في الحاضر :

” الفرص اليوم متوفرة أكثر من الماضي ، الاقتصاد في تنامٍ كبير والنقود موجودة والتكنولوجيا متطورة والسوق موجودة وفرص اليوم أكثر من فرص الأمس ، لكن السماء لا تُمطر ذهبا ، العمل يحتاج مراقبة ومتابعة لصيقة فأنا كنت لا أعطي أحدا مفتاح مكتبي فأنا الذي أفتحه وأنا الذي أغلقه وعندما بدأت التجارة كنت أبيع في اليوم ما قيمته 20 ريالا ولا أستعجل الربح وفي عام 76م كنت أملك 100,000 ريال ولكن بالعمل والجهد والعزم توسعت التجارة وكثرت الأرباح ، والتجارة لا تتطلب الاستعجال عليها ، ارْضَ بـ 10 ريالات إلى أن تتوسع ” .

سئل الشيخ السؤال التالي :

الشيخ الراجحي لم يكمل دراسته النظامية ونجح في العمل ، هل تؤيد الشاب عندما يتعثر أكاديميا أن يتجه للعمل وهل الخبرة تتجاوز العلم في أهميتها ؟

فأجاب :

الخبرة خط والعلم خط آخر ويمكن أن يلتقي الخطان معا فإذا وجدت الخبرة والعلم معا فهذا هو النجاح بعينه وأكثر العباقرة الذين أثرى العلم باختراعاتهم لم يكونوا من حملة الشهادات العالية ، وأنا لا أنصح الشباب بترك العلم وكذلك ألا تكون الشهادة هي المرجعية بل تكون قاعدة أساسية يعتمد عليها الشباب بل يعتمد ويجتهد فإذا اعتمد على الشهادة فقط فربما تزيده غرورا فمهما تكن مرتبة الشهادة صغيرة أم كبيرة يجب أن تدعم بالعمل فأنا أستفيد من أي عامل عندي يأتي بفكرة جيدة والحمد لله عندي 15,000 موظف .

كما سئل هذا السؤال :

نظرة الراجحي للطاقات الوطنية وما مدى قناعة رجال الأعمال بهم وإحلالهم مكان الأجانب ؟

فأجاب الشيخ :

أنا أقول : إن شبابنا من أقدر وأقوى وأجدر شباب في العالم ولكن هنالك ثمة ملاحظة في الشباب السعودي أنهم يفتقدون عنصر الاستقرار في العمل وهذا ما جعلنا نستعين بالأجانب فالشاب يُعَيّن ويستمر فترة شهرين وبعدها تجده يبحث عن عمل في مكان آخر وعندما يجده لا يستأذن من صاحب العمل بل يتركه ويذهب . وأقولها بكل صراحة : نحن لدينا قدرات وعقول لكن للأسف لا نستغلها وأستشهد هنا بموقف فقد اشتريت جهازا من الأرجنتين لمزرعة الدواجن والجهاز معقد جدا والذي قام بتركيبه مهندس سعودي حديث التخرج استعان فقط بخرائط الجهاز .

ويقول الشيخ متحدثا عن ضرورة الاستثمار في الوطن : ” أنا عملت في العقار وساهمت في الشركات وعملت في الصناعة وهذه أعتبرها ضريبة للوطن فكيف نستثمر أموالنا في الخارج من أجل حفنة أرباح ويستفيد منها الغير ؟ ” .

ومن جميل أقواله :

” لو ربطنا كل أمورنا بالقرآن لوجدنا أنفسنا نبدع ونقود العالم ” .

” إن رأس الإنسان هو كمبيوتر إذا ما استخدمه الإنسان في التفكير الجاد والعمل الدؤوب والعمل قنواته مفتوحة أمام الجميع تنتظر ولوجها ” .

” لا ينبغي الخلط بين المواهب الربانية والمواهب العلمية الأكاديمية لأن الأولى هي الأقوى ” .

” يجب أن نركز على عباداتنا وأن تكون حياتنا كلها صدقا وأمانة وهذا جوهر النجاح ” .

المرجع

عظماء بلا مدارس ، عبد الله صالح الجمعة حفظه الله ، ط / العبيكان ” ص  291 – 301 ” ، فصل : سليمان بن عبد العزيز الراجحي ، بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *