|
فالبعوض له ستة أرجل وأربعة أجنحة وله خرطوم مجوف نافذ فإذا طعن به جسد إنسان استقى الدم وقذف به إلى جوفه فهو له كالبلعوم والحلقوم ، ومما ألهمه الله تعالى أنه لا يمص شيئا فيتركه باختياره إلى أن يشنق أو يطار . ومن عجيب أمره أنه يحيا ما جاع فإذا سمن مات ” بتصرف ” . ومن الحكم التي أودعها الله تعالى إياه أن جعل الله فيها قوة الحافظة والفكر وحاسة اللمس والبصر والشم ومنفذ الغذاء وجوفا وعروقا ومخا وعظاما فسبحان من قدر فهدى ولم يترك شيئا سدى . وقال الزمخشري في سورة البقرة في ذلك : يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل ويرى مناط عروقها في نحرها والمخ من تلك العظام النحل ويرى خرير الدم في أوداجها متنقلا من مفصل في مفصل ويرى وصول إذا الجنين ببطنها في ظلمة الأحشا بغير تمقل ويرى مكان الوطء من أقدامها في سيرها وحثيثها المستجعل ويرى ويسمع حس ما هو دونها في قاع بحر مظلم متهول امنن علي بتوبة تمحو بها ما كان مني في الزمان الأول
انتهى
المراجع من كتاب المستطرف في كل فن مستظرف ، للمؤلف : شهاب الدين الأبشيهي – الباب الثاني والستون – في ذكر الدواب والوحوش والطير والهوام والحشرات وما أشبه ذلك مرتبا على حرف المعجم . البعوض . من كتاب تفسير القرآن العظيم ، للمؤلف : الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله – تفسير سورة البقرة رقم آية 26 . |
الأرشيف اليومي: 19 مارس 2013
ما هي حقيقة عيد الأم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
عيد الأم
موعد عيد الأم :
ويكون الاحتفال به في يوم 21 مارس من كل عام
مظاهر هذا العيد :
ومظاهر الاحتفال بهذا العيد تقديم الهدايا والتهاني الى الأم ، وعادة ما يعبر عن ذلك بزهور أو شموع تقدم بين يديها
كما تكثر في هذا اليوم الخطابات والمكالمات الهاتفية والزيارات التي تخص لتلك المناسبة .
فهذا مظهر الاحتفال بعيد الأم فيا ترى ما هو الأصل في ذلك؟
القول الأول :
الأصل في تخصيص هذا اليوم للأم يرجع إلى سبب ديني نصراني وهو أن عيسى عليه السلام له أم فقط ولا أب له ، وهذا ما يعتقده بعضهم .
القول الثاني :
ومنهم من افترى على الله سبحانه فأعتقد أنه جل وعلا أب لعيسى ، ولكنه ليس من البشر ، تعالى الله عما يقولون .
القول الثالث :
وقيل : إن السبب تربوي اجتماعي لدى الغرب ، حيث عدد كبير من الأطفال لا آباء لهم معروفون ، أو لهم آباء هجروهم وأهملوهم وأمهاتهم ، أو أن علاقات الأبوة معهم كعلاقات الأجنبي للأجنبي .
ولهذا السبب أو ذاك خصص الغرب يوماً للأم عيداً لها تُكرم فيه بعد ملازمة الشعور بالإثم لهم بسبب مواقفهم منها .
فصار أبناء الغرب يجهدون أنفسهم ويجتهدون في إرضاء الأمهات والإهداء لهن في ذلك اليوم ، وتعج الدنيا بالمراسلات والمهاتفات والزيارات ، ثم يأتي عكس ذلك في الغالب ، أو ما يشبه عكسه في بقية العام على اعتبار أنها ليست يوماً أو أياماً للأم .
وبهذا قد تمت مقاومة وخز الضمير ، فقد أخذت الأم حقها في يومها كاملاً وتخلص الأولاد من عقدة التقصير ، وذلك بأداء كامل الواجب في اليوم الوحيد المقنن المحدد ، وأهملوا احترام الوالدات ورعايتهن، ولم يصحب ذلك شعور بالتقصير قد يوقظ الضمير ، فالضمير ارتاح ونام على وهم ، وهو أن الأم صار لها يوم في العام أعطاه إياها المجتمع ، وهم يقومون خير قيام بجميع الفروض في ذلك اليوم ، وبذلك تضررت الأم والأمومة بهذه النتيجة أكثر مما استفادت ، وصارت ضحية آثار التكريم النادر .
القول الأخير :
وما أكثر ما يسمع في الغرب أن أماً عجوزاً أو شيخاً هرما ماتا في منزلهما ومضت مدة من الزمن لم يدر بها أحد سوى الجيران فيما بعد على أثر الرائحة ، أو ما شابه ذلك وهكذا صار يوم الأم للتكفير عن عقوقها ، وضياع حقوقها طوال العام .
ولا يستبعد أن يكون عيد الأم امتداداً لعيد النساء الذي خصصه لهن المجوس فقصره أولئك على الأم لامتيازها على سائر النساء ، فهذا هو الأصل في عيد الأم والنتيجة الحتمية لذلك الاحتفال ، وقد أبى من جهل حقيقة الدين الإسلامي من المسلمين من سيطرت عليه عقيدة التبعية والانبهار بالغرب ، فقلدهم واقتفى أثرهم في هذا الاحتفال وزعم أن في ذلك حفاوة واحتراماً فضلاً عن كونه رُقياً وتقدماً .
رسالة إلى المحتفلين بهذا العيد :
فإلى الذين يحتفلون بهذا العيد ويدعون إليه ويتبعون كل ناعق فيه ، إن في الدين الإسلامي الحنيف الغنية عن ذلك العيد ، فلقد أكرم المرأة وصان آدميتها في كل الأيام وليس بتخصيص يوم واحد من العام ، وإنما أوصى بها خيراً على الدوام ، فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” فاستوصوا بالنساء خيراً ” وصية خالدة لها ولصالحها كل ذلك لتعيش المرأة في ظل الإسلام معززة مكرمة .
ما هي مكانة الأم في الإسلام :
وقد أكد صلى الله عليه وسلم تلك العناية بالأم خصوصاً ، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال أمك ، قال ثم من ؟ قال : أبوك .
فتقدير الأم والحفاوة بها في كل زمان ومكان لا يقتصر على تخصيص يوم واحد لها من العام ثم تنسى بعد ذلك ، وليس من البر أن يفعل مثل هذا ، وبهذا يتبين بدعية هذا العيد وبطلانه .
حكم الاحتفال بعيد الام :
س : في أي يوم بالضبط يحتفل المسلمون بعيد الأم ، وهل حقيقة أنه يوم ازدادت فاطمة الزهراء ؟
ج : الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وسلم .. وبعد :
لا يحوز الاحتفال بما يسمى : عيد الأم ، ولا نحوه من الأعياد المبتدعة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ” ، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه وسلم ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ، ولا من عمل سلف الأمة ، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار .
وبالله التوفيق ،،
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
| عضو : | عبد الله بن قعود |
| عضو : | عبد الله بن غديان |
| نائب رئيس اللجنة : | عبد الرزاق عفيفي |
| الرئيس : | عبد العزيز بن عبد الله بن باز |
المرجع :
المناسبات الموسمية بين الفضائل والبدع والأحكام ، د / حنان بنت علي بن محمد اليماني ، ط / مكتبة الأسدي ” 305 – 307 ” ، فصل : عيد الأم ، بتصرف.