2. قطوف من السيرة المحمدية : من تسمى بمحمد قبله

                   بسم الله الرحمن الرحيم                       

قطوف من السيرة المحمدية

على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم

 ” العناوين “

من تسمى بمحمد قبله ، إخبار الكهان من العرب والأحبار من يهود والرهبان من النصارى بمبعثه ، فعل يهود قبل مولده سبب حسد يهود له ، المراجع .

” التفاصيل “

من تسمى بمحمد قبله عليه الصلاة والسلام :

قال المؤلف رحمه الله : لا يعرف في العرب من تسمى بهذا الاسم ” محمد ” قبله صلى الله عليه وسلم  إلا ثلاثة  طمع آباؤهم – حين سمعوا بذكر محمد صلى الله عليه وسلم وبقرب زمانه وأنه يبعث في الحجاز – أن يكون ولدا لهم ، وهم :

  1. محمد بن سفيان بن مجاشع . جد جد الفرزدق الشاعر .
  2. محمد بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جمحى بن كُلفة بن عوف بن عمرو ابن عوف بن مالك بن الأوس .
  3. محمد بن حمران بن ربيعة .

وكان أباء هؤلاء الثلاثة قد وفدوا على بعض الملوك وكان عنده علم من الكتاب الأول فأخبرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وباسمه وكان كل واحد منهم قد خلف امرأته حاملا فنذر كل واحد منهم إن ولد له ذكر أن يسميه محمدا ففعلوا ذلك .

إخبار الكهان من العرب والأحبار من يهود والرهبان من النصارى بمبعثه عليه الصلاة والسلام :

أما الأحبار من يهود والرهبان من النصارى فعمّا وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه وما كان من عهد أنبيائهم إليهم فيه .

أما الكهان من العرب : فأتتهم به الشياطين من الجن فيما تسترق من السمع إذ كانت وهى لا تحجب عن ذلك بالقذف بالنجوم . وكان الكهان والكهنة لا يزال يقع منهم ذكر بعض الأمور التي لا تلقى العرب لذلك فيه بالاً حتى بعثه الله تعالى ووقعت تلك الأمور التي كانوا يذكرون فعرفوها .  

فعل اليهود قبل مولده عليه الصلاة والسلام :

ورى ابن سعد وأبو نعيم وابن عساكر عن أبي نملة رحمه الله تعالى قال : كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبهم  ويعلمونه الولدان بصفته واسمه ومهاجره إلى المدينة ، فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسدوه وبغوا وأنكروا . 

 وروى أبو نعيم عن حسان بن ثابت رضي الله عنه أنه قال : والله إني لفي منزلي وأنا ابن سبع سنين وأنا احفظ ما أرى وأعي ما أسمع وأنا مع أبي إذ دخل علينا فتى منا يقال له ثابت بن الضحاك  فتحدث فقال : زعم يهودي في بني قريظة الساعة وهو يلاحيني ( أي يخاصمني وينازعني ) : قد أظل زمان خروج نبي يأت بكتاب مثل كتابنا يقتلكم قتل عاد وإرم  . قال حسان : فو الله إني لعلى فارع (المرتفع العالي ) ، يعني ُأطُما ( بناء مرتفع ) ، في السّحر إذ سمعت صوتاً لم أسمع قط صوتاً أنفذ منه ، فإذا يهودي على ظهر ُأطُم من آطام المدينة معه شعلة من نار ، فاجتمع إليه الناس فقالوا : مالك ويلك : قال : هذا كوكب أحمد قد طلع ، هذا كوكب لا يطلع إلا للنبوة ، ولم يبق من الأنبياء إلا أحمد قال : فجعل الناس يضحكون ويعجبون بما يأتي به .

وكان حسان رضي الله عنه عاش مائة وعشرين سنة ستين في الجاهلية وستين في الإسلام  .

سبب حسدهم له عليه الصلاة والسلام :

قال أبو العالية في قوله تعالى ” … من بعد ما تبين لهم الحق … ” ، من بعد ما تبين أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم  يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل فكفروا به حسدا وبغيا إذ كان من غيرهم .

  وقال ابن كثير في قوله تعالى ” أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله … ” يعني بذلك حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما رزقه الله من النبوة العظيمة ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل .

المراجع :

–        من كتاب الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام للمؤلف الفقيه عبد الرحمن السهيلي رحمه الله – فصل في المولد .

–        من كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد أو ” السيرة الشامية ” للمؤلف الإمام محمد بن يوسف الشامي رحمه الله – المجلد الأول – الباب التاسع : فيما أخبر به الأحبار والرهبان والكهان بأنه النبي المبعوث في آخر الزمان .

–        من كتاب الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام للمؤلف الفقيه عبد الرحمن السهيلي رحمه الله – الجزء الأول – فصل : إخبار الكهان من العرب والأحبار من يهود والرهبان من النصارى . 

–        من كتاب تفسير القرآن العظيم للمؤلف الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله – الجزء الأول – تفسير سورة البقرة آية رقم 109 + الجزء الثاني – سورة النساء آية رقم 54 . 

 

ما هي فكرة عيد شمّ النسيم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

عيد شمّ النسيم

موعد عيد شمّ النسيم :

ويكون الاحتفال به في يوم 11 إبريل من كل عام

مظاهر هذا العيد :

وهذا العيد هو من أحد الأعياد المبتدعة ويتمثل به بالخروج إلى المنتزهات والمزارع وركوب البحر أو النهر لاستنشاق الهواء ، وشمّ النسيم والتمتع بتلك المناظر كما يزعمون ، فيخرجون من المدن والقرى صغارا وكبارا تاركين مصالحهم مرتكبين كثيرا من المنكرات بسبب الاحتفال .

وصف هذا العيد :

ولنترك الوصف لمن شاهد هذا الاحتفال عن قرب وعايشه ، الشيخ علي بن محفوظ حيث قال : ( وناهيك  ما يكون من الناس من البدع والمنكرات والخروج عن حدود الدين والأدب في يوم شمّ النسيم ، وما أدراك ما شمّ النسيم !!!

هو عادة ابتدعها أهل الأوثان لتقديس بعض الأيام تفاؤلا به ، أو تزلفا لما كانوا يعبدون من دون الله ، فعمّرت آلافا من السنين حتى عمّت المشرقين واشترك فيها العظيم والحقير والصغير والكبير ويا ليتها كانت سنة محمودة فيكون لمستنها أجر من عمل بها ولكنها ضلال في الآداب وفساد في الأخلاق .

حسبك أن تنظر في الأمصار بل في القرى فترى في ذلك اليوم ما يزري الفضيلة ويخجل معه وجه الحياء من منكرات تخالف الدين وسواءات تجرح الذوق السليم وينقبض لها صدر الإنسانية .

الرياضة واستنشاق الهواء ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كلّ آن لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق فتسربت إليها المفاسد وعمّتها الدنايا فصارت سوقا للفسوق والعصيان ومرتعا لإراقة الحياء وهتك الحجاب نعم لا تمرّ بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يخجل كل شرف ويؤلم كل حيّ فأجدر به أن يسمّى يوم : ( الشؤم والفجور )

ترى المركبات والسيارات تتكدّس بجماعة عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشبّان ونساء وولدان ينزحون إلى البساتين والأنهار وترى السفن فوق الماء مملوءة بالشبان يفسقون بالنساء على ظهر الماء ويفرطون في تناول المسكرات وارتكاب المخازي فاتبعوا خطوات الشيطان في السوء والفحشاء في البرّ والبحر وأضاعوا ثمرة الاجتماع فكان شرا على شر ووبالا على وبال .

تراهم ينطقون بما تصان الأذان عن سماعه ويخاطبون المارة كما يشاءون من قبيح الألفاظ وبذيء العبارات كأنّ هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف أولئك حزب الشيطان ألا إنّ حزب الشيطان هم الخاسرون .

خلاصة قول الشيخ علي بن محفوظ :

فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشئوم ويمنع عياله وأهله وكلّ من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مواسمهم والفاسقين والفاجرين في أماكنهم ويظفر بإحسان الله ورحمته ) . انتهى قول الشيخ .

من هذا الوصف يتبيّن بدعية هذا الاحتفال وأن من يحتفل به فقد شارك اليهود والنصارى والملل الكافرة في باطلهم فضلا على اشتماله على مفاسد وقبائح لا يرضاها من في قلبه ذرّة إيمان أو صاحب عقل سليم .

ولا يقتصر الاحتفال بهذا العيد على هذه الصورة بل خصّصوا له أكلا معينا من الأطعمة والأشربة كما أنّ هذا اليوم يعد يوما شعبيا يشترك فيه الجميع مسلمين كانوا أو كفارا ولهم فيه اعتقادات سيئّة .

هل هذا العيد باطل ؟

وبطلان هذا العيد واضح بيّن وليس هذا  منعا من التنزه والتمتع والتفكر في آيات الله في هذا الكون إنما الممنوع هو أن يكون ذلك في يوم بخصوصه من العام له مراسيم خاصة من حيث الأطعمة والأشربة والذهاب والرواح ممّا هو مثار للفسوق والتبرج كما تقدّم .

ويشبه ذلك عندنا الاحتفال بمهرجان أو عيد الزهور والذي ظهرت بوادره قريبا ولا حول ولا قوة إلا بالله .

حكم الاحتفال بعيد شمّ النسيم ؟

س : وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن هذا الاحتفال فأجابت بقولها :

ج : لا يجوز إقامة عيد الزهور لأنّه في الأصل من أعمال غير المسلمين فهو تشبه بهم والواجب تركه واجتنابه طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم . كما لا يجوز للمسلم المشاركة في هذا العيد … وتسمية الأعياد المحدثة بالاحتفالات أو المهرجانات لا يغير من حكمها شيئا . انتهى .

المرجع :

المناسبات الموسمية  بين الفضائل والبدع والأحكام ، د / حنان بنت علي بن محمد اليماني ، ط / مكتبة الأسدي ” 302 – 304 ” ، فصل : عيد شمّ النّسيم ، بتصرف.

 

كن كصاحب الرغيف

استدعى ابن الفرات يوم أحد الكتّاب فقال له : ويحك إن نيتي فيك سيئة وإني في كل وقت أريد أن أقبض عليك وأصادرك فأراك في المنام تمنعني برغيف ، وقد رأيتك في المنام من ليالٍ وإني أريد القبض عليك فجعلت تمتنع مني فأمرت جندي أن يقاتلوك فجعلوا كلما ضربوك بشيء من سهام وغيرها تتقي الضرب برغيف في يدك فلا يصل إليك شيء فأعلمني ما قصة هذا الرغيف ؟

فقال : أيها الوزير إن أمي منذ كنت صغيرا كل ليلة تضع تحت وسادتي رغيفا فإذا أصبحت تصدّقت به عني فلم يزل كذلك دأبها حتى ماتت .

فلما ماتت فعلت أنا ذلك مع نفسي فكل ليلة أضع تحت وسادتي رغيفا ثم أصبح فأتصدق به .

فعجب الوزير من ذلك وقال : والله لا ينالك مني بعد اليوم سوءا أبدا ولقد حسنت نيتي فيك وقد أحببتك . انتهى .

الشاهد :

أخي القارئ الكريم اجعل للصدقة من مالك نصيب .

المرجع :

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ،

” ج 11 /  ص 125 – 126 ” ، فصل : علي بن محمد الفرات . بتصرف .

1. قطوف من السيرة المحمدية ” نسبه

 ” العناوين “

نسبه ، معنى اسمه ، كناه ، أسماءه  ، ملاحظة ، المراجع .

” التفاصيل “

نسبه عليه الصلاة والسلام :

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ” قريش ” ابن مالك بن النضر بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وينتهي نسبه إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام .

معنى اسمه عليه الصلاة والسلام :

اسم محمد هو من أشهر أسماءه صلى الله عليه وسلم وهو اسم منقول من الحمد وهو في الأصل اسم مفعول من الحمد . فمحمد هو الذي كثر حمد الحامدين له مرة بعد أخرى أو الذي يستحق أن يحمد مرة بعد أخرى .

ولأنه محمود عند الله ومحمود عند ملائكته ومحمود عند إخوانه من المرسلين ومحمود عن أهل الأرض كلهم وإن كفر به بعضهم فإن ما فيه من صفات الكمال محمودة عند كل عاقل وإن جحد به من جحد  . فهو في الحقيقة حامد له وهو صلى الله عليه وسلم اختص من مسمى الحمد بما لم يجتمع لغيره فإن اسمه محمد وأحمد وأمته الحامدون يحمدون الله في السراء والضراء وصلاته وصلاة أمته مفتتحة بالحمد وخطبته مفتتحة بالحمد وكتابه مفتتح بالحمد .

كناه ” ومفردها كنية ” عليه الصلاة والسلام :

كنيته صلى الله عليه وسلم المشهورة أبو القاسم ، وكناه جبريل عليه السلام أبا إبراهيم .

أسماءه عليه الصلاة والسلام :

قال القسطلاني في المواهب اللدنية وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى . فمنها : محمد ، أحمد ، الحاشر ، العاقب ، المقفى ، الماحي ، خاتم النبيين ، نبي الرحمة ، نبي الملحمة .

وقال الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي رحمه الله ” زاد بعض العلماء فقال : سماه الله عز وجل في القرآن : رسولا ، نبيا ، أميا ، شاهدا ، مبشرا ، نذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، ورءوفا ، رحيما …. صلى الله عليه وسلم .

ملاحظة :

أما فيما يظن  البعض بأن من أسماءه الفاتح وياسين وطه فلم يثبت أنها من أسماءه عليه الصلاة والسلام .

وإليكم التفاصيل :

أما اسم الفاتح فقال عنه الإمام الذهبي رحمه الله في السيرة أنه يروى بإسناد واه عن أبي الطفيل .

أما اسما ياسين وطه فلم يصح أنهما من أسماءه عليه الصلاة والسلام بل هما اسما سورتين من القرآن مثل ص ، ق ونحوهما .

المراجع :

–        من كتيب تهذيب السيرة  للمؤلف الإمام النووي رحمه الله – فصل نسبه عليه الصلاة والسلام .

–        من كتاب جلاء الأفهام في الصلاة والسلام عليه خير الأنام للمؤلف الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله – ” الفصل الثالث ” في معنى اسم النبي صلى الله عليه وسلم واشتقاقه .

ما ورد في فضل البطيخ ” الحبحب “

بطيخ ” الحبحب ” : روى أبو داود والترمذي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يأكل البطيخ بالرطب ، يقول : ” نكسر حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا ” . في البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها شيء غير هذا الحديث الواحد ، والمراد به الأخضر وهو بار رطب وفيه جلاء وهو أسرع انحدارا عن المعدة من القثاء والخيار وهو سريع الاستحالة إلى أي خلط كان صادفه في المعدة ، وإذا كان آكله محرورا انتفع به جدا ، وإن كان مبرودا دفع ضرره بيسير من الزنجبيل ونحوه وينبغي أكله قبل الطعام ويتبع به وإلا غثى وقيا . وقال بعض الأطباء : إنه قبل الطعام يغسل البطن غسلا ويذهب بالداء أصلا .  انتهى .

المرجع :

 من كتاب الطب النبوي .

للمؤلف : الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله .

فصل البطيخ .

ط / دار الحديث ” ص 204 ” .

بتصرف .