فن التعامل مع الوقت

  من الملاحظ على بعض الناس أنه يقوم بأعمال كثيرة جدا – ما شاء الله – بالرغم من عدم تفرغه مما يصيب الناظر له الدهشة لذلك ، فلسان حاله يقول متى يعمل هذا كله أو من أين يجد الوقت واليوم هو اليوم الذي نعيشه جميعا فسبحان الله . وإليكم الحل ؟؟؟

 قال العلامة ابن القيم ” ” إذا أراد الله بالعبد خيرا أعانه بالوقت ، وجعل وقته مساعدا له  ، وإذا أراد به شرا جعل وقته عليه ، وناكده وقته ، فكلما أراد التأهب للمسير لم يساعده الوقت ، والأول كلما همت نفسه بالقعود أقامه الوقت وساعده  ”   

 إذاً المسألة مسألة توفيق من الله سبحانه وتعالى ثم ببذل الجهد .

المرجع :

من كتاب مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين .

للمؤلف :

الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله .

الجزء الثالث .

فصل : منزلة الوقت .

ط / دار طيبة ” ص 645 – 646 ” .

بتصرف .

19. قطوف من السيرة المحمدية . قريش تفاوض أبا طالب في أمر رسول الله

                   بسم الله الرحمن الرحيم

قطوف من السيرة المحمدية

على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم

 ” العناوين “

قريش تفاوض أبا طالب في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المفاوضة الأولى ، المفاوضة الثانية ، المفاوضة الثالثة ، تعذيب المسلمين  ، المراجع .

” التفاصيل “

قريش تفاوض أبا طالب في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المفاوضة الأولى :

      لما رأت قريش أن أبا طالب قد قام دون النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلمه لهم ، مشى رجال  من أشرافهم إلى أبي طالب : عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب ، والوليد بن المغيرة ، وأبو جهل بن هشام ، والعاص بن وائل السهمي ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، وغيرهم ،

فقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا ، فإما أن تكفه عنا وإما تخلي بيننا وبينه فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فقال لهم أبو طالب قولاً جميلاً وردهم رداً رقيقاً فانصرفوا عنه ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هو عليه ، هذه هي المفاوضة الاولى

لكنها لم تُثمر شيئا ، إذ ظل الرسول يدعو إلى عبادة الله  كما كان .

المفاوضة الثانية :

ثم لما تباعد الرجال وتضاغنوا ، و أكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكروا في مفاوضة أبي طالب مرة أخرى ، فمشوا إليه وقالوا :  يا أبا طالب إن لك سناً وشرفاً  ومنزلة فينا وأنا قد اشتهيناك أن تنهي ابن أخيك فلم تفعل ، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آلهتننا وآبائنا ،  وتسفيه أحلامنا حتى تكفه عنا ، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين ، أو كما قالوا ، ثم انصرفوا عنه ، ومعنى ذلك أنهم هددوا أبا طالب في هذه المرة  ، وأظهروا له العداوة ، فعظم عليه فراق قومه ، وعداوتهم له ، ولم تطب نفسه بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وخذلانه ، فبعث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ما قالت قريش وقال له ، أبق على نفسك وعلي ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق ، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه قد خذله وضعف في نصرته فقال له )  يا عماه  والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ) ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام ، فلما ولى ناداه أبي طالب فأقبل عليه وقال : اذهب  يا ابن أخي  فقل ما أحببت فو الله لا أسلمك لشيء أبداً ، فتدبر أيها القارئ في قوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك القوة المعنوية العظيمة أمام  شعب معاد معاند وشدة تمسكه بمبدئه إلى النهاية .

       المفاوضة الثالثة :

أصر أبو طالب على الدفاع عن ابن أخيه قياماً بالواجب على نحو من تربى في كفالته ونشأ في بيته وعملاً بالمروءة ، ولكنه مع ذلك بقي على دينه ولم يعتنق الإسلام لذلك وصارت مهمته شاقة ومركزه حرجاً فأمامه قريش متعصبة لدينها وقد أغضبها قيام محمد صلى الله عليه وسلم بنشر الإسلام ومحاربة الأصنام ، وصاحب الدعوة لا يثنيه عن القيام بما أمر به سخرية ساخر أو اضطهاد مضطهد ، فلو أن أبا طالب أسلم لكان دفاعه أعظم وحجته أبلغ أمام العرب وأحكم ، لكنه ظل على دين آبائه ودافع عن رسول الله لا عن عقيدة بل أداء لواجب القرابة ، وفي هذه المرة مشوا إلى أبي طالب بعمارة بن الوليد ، فقالوا : يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد فتى قريش وأشعرهم وأجملهم فخذه فلك عقله ونصرته فاتخذه ولداً وأسلم لنا ابن أخيك هذا الذي سفه أحلامنا وخالف دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك نقتله فإنما رجل برجل ، فقال : والله لبئس ما تسومونني ! ! أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه ؟ هذا والله لا يكون أبداً ، فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف : لقد أنصفك قومك وما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً ، فقال : والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم عليّ فاصنع ما بدا لك ، وكل عاقل يرى أن ما عرضته قريش على أبي طالب في غاية السخف لكنهم كانوا يتلمسون الحيل للخلاص من صاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم بأي حال ، فلما يئسوا من إجابة طلبهم اشتدت قريش على من أسلم فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ، وقام أبو طالب في بني هاشم فدعاهم إلى منع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابوا إلى ذلك .

تعذيب المسلمين :

أخذت قريش تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وتؤذي من آمن به حتى عذبوا جماعة من المستضعفين عذابا شديدا يدل على مبلغ تعصبهم وقسوتهم . فمن الذين عذبوا لأجل إسلامهم :

  1.  بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه .
  2.  عمّار بن ياسر ( وأبوه وأمه سمية ) رضي الله عنهم .
  3.  خبّاب بن الأرت رضي الله عنه .
  4. أبا يحيى صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه .
  5. عامر بن فهيرة رضي الله عنه .
  6. لبيبة جارية بني مؤمل بن حبيب بن كعب رضي الله عنها .

–  انتهى –

                                   فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” عليه الصلاة والسلام “

المراجع :

–        من كتاب محمد صلى الله عليه وسلم للمؤلف أ . محمد رضا رحمه الله –  فصل : قريش تفاوض أبا طالب في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المفاوضة الأولى ، المفاوضة الثانية ، المفاوضة الثالثة ، تعذيب المسلمين .

خامس الخلفاء الراشدين !!!

أولهم : أبو بكر الصديق رضي الله عنه .

ومدة خلافته :

سنتان وثلاثة أشهر وعشرة ليالي ” 2 سنة ، 3 أشهر ، 9 أيام “.

ثانيهم : عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

ومدة خلافته :

عشر سنوات وخمسة أشهر وواحد وعشرون يوما ” 10 سنوات ، 5 أشهر ، 21 يوم “.

ثالثهم : عثمان بن عفان رضي الله عنه .

ومدة خلافته :

اثنا عشر سنة ” 12 سنة “.

رابعهم : علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

ومدة خلافته :

أربع سنين وتسعة أشهر ” 4 سنوات ، 9 أشهر “.

إلى الآن لا جديد في الموضوع ولكن لو سُألت عن الخامس فمن هو ؟

فالإجابة قد تصل بنسبة 90 % إلى أنه الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، وإن قيل لك من أين عرفت هذه المعلومة لكان جواب البعض من بعض القنوات الفضائية ، وللأسف أن الإجابة خاطئة .

خامسهم : الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه.

ومدة خلافته :

ستة أشهر ” 6 أشهر “.

قال الإمام ابن كثير والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين الحديث الذي أوردناه في دلائل النبوة من طريق سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

” الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا “.

وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي ، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه توفى في ربيع الأول من سنة إحدى عشرة من الهجرة .

وزمن خلافة عمر بن عبد العزيز من سنة 99 – 101 هـ ومدتها سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيام ” 2 سنة ، 5 أشهر ، 4 أيام ” ، فقد كان بعيداً عن زمن الخلفاء الراشدين ، وإنما هو مجدد القرن الأول رحمه الله .

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : ” إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز ، وفي رأس المائتين الشافعي” . انتهى .

الشاهد :

فضلاً لا تأخذ العلم إلا من مصادره الصحيحة.

المراجع :

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار :

” ج 7 / 259 – 262 “، فصل : صفة  مقتل علي .

” ص 105 – 109 ” ، فصل : خبر سلمة بن قيس الأِشجعي والأكراد .

” ص 158 ، 163 ” ، ” بعض الأحاديث الواردة في فضائل عثمان بن عفان .

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ” ج 8 / 305 ، 306 “.

فصل : خلافة الحسن بن علي .

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ” ج 13 / 174 ، 175 “.

فصل : خليفة الوقت المعتصم بالله .

أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، محمد رضا رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ” ص 116 ” ، فصل : وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز ، الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، ط / دار المنار ” ص 49 ، 213 ” ، فصل : عمر مرشد المائة الأولى والشافعي مرشد المائة الثانية ، فصل : في ذكر تاريخ وفاته ، بتصرف.

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله تعالى .

أحدها : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به ، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ، ليتفهم مراد صاحبه منه

الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .

الثالث : دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر .

الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى .

الخامس : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة . ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب .

السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته .

السابع : – وهو من أعجبها – إنكسار القلب بكليته بين يدى الله تعالى .

الثامن : الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .

التاسع : مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر ، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحاكل ومنفعة لغيرك .

العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل . انتهى .

نسأل الله من فضله .

المرجع :

من كتاب مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين .

للمؤلف :

الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله

الجزء الثالث . فصل : منزلة المحبة .

كن فطنا كهذا !!!

روي أن رجلين احتكما إلى إياس بن معاوية في مال ، فجحد المطلوب إليه المال ، فقال إياس للطالب ؟

إياس : أين دفعت إليه المال ؟

الرجل : عند شجرة في مكان كذا !

إياس : قال للرجل الآخر انطلق إلى هذا الموضع لعلك تتذكر كيف كان أمر هذا المال .

فمضى الرجل وحبس إياس الخصم وبعد ساعة قال إياس للرجل .

إياس : أترى خصمك قد بلغ موضع الشجرة ؟

الرجل : لا .. بعد ساعة .

عندئذ قال له إياس :

قم يا عدو الله أنت خائن فاحتفظ به حتى أقر واعترف ورد المال . انتهى

المرجع من كتاب : القضاء والقضاة عند العرب – للمؤلف : محمد عبد الرحيم . مبحث : قم يا عدو الله .